جدل “بورن أوت” يستبق بث القناة الأولى.. وناقد: مشاهد جريئة أساس بنية الفيلم

أثار خبر عرض الشريط السينمائي “بورن أوت” للمخرج نور الدين الخماري عبر القناة الأولى، ضمن إستراتيجيتها الجديدة، جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة أن العمل يتضمن مشاهد مثيرة ومخلة بالحياء لا تناسب الجمهور الناشئ، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات حول مصير “المشاهد الساخنة” في الأفلام السينمائية التي ستعبر من دور العرض للشاشة الصغيرة، وهل سيفقدها جماليتها تشديد القيود عليها.

في هذا الصدد قال الناقد السينمائي المغربي عبد الكريم واكريم إن “كل موعد سينمائي تخصصه القناتان المغربيتان الأولى والثانية يجب تثمينه ومساندته، خصوصا إذا كان متعلقا بالسينما المغربية، لأنه حتما سيكون رافدا لها ومساعدا على انتشارها وفرصة للمشاهدين الذين لا يمكنهم أن يرتادوا القاعات السينمائية لمشاهدة جديدها، خصوصا من يقيمون في مناطق نائية أو في مدن وقرى لا تتواجد بها قاعات سينمائية تجارية”.

وتابع واكريم بأنه بخصوص حذف مشاهد تعتبر “غير لائقة” بالعرض التلفزي أو لا تتماشى مع الخط التحريري للقناة، فإنه “حتما سيخلق مشكلا بخصوص التدخل في بنية الفيلم وشكل سرده السينمائي، إذ إن بعض المَشاهد تكون أساسية في هذا السرد، وإن تم حذفها ينتج نوع من التشويش على عملية تَلقِّي المُشاهد للفيلم”، مبرزا أن “هناك عدة أمثلة في هذا السياق لأفلام سينمائية تم عرضها تلفزيا بشكل اعتبره مشوَّها وفقدت معه قيمتها الفنية”.

من ضمن الأفلام التي ستعرض في البرنامج الجديد “دورة السينما” على القناة الأولى فيلم “بورن آوت” لنور الدين الخماري، الذي يرى الناقد السينمائي المغربي واكريم أنه لا يتصور عرضه إلا كاملا، “نظرا لاحتوائه على لقطات ومشاهد جريئة تشكل أساس بنيته، وطبعا سيتم حذفها، وهذا ما سيؤثر على شكله النهائي أثناء عرضه تلفزيونيا بطبيعة الحال”.

وأضاف المتحدث ذاته أن فيلم “غزية” لنبيل عيوش، أيضا، “ولو بشكل أقل بقليل يحتوي على بعض اللقطات الجريئة، لكن تظل أقل الحلول سوءا هي إشراك مخرج العمل في عملية الحذف وإعادة المونتاج هاته، وإلا فاختيار الأفلام ‘النظيفة’ هو الحل الأنجع حتى لا تتعرض أفلام جيدة جريئة للتشويه، رغم أن هذا الحل ليس في صالح أصحابها ومنتجيها من الناحية المادية ومن ناحية الانتشار الجماهيري، إضافة إلى حرمان جمهور واسع من مشاهدتها وهي التي يشكل أغلبها أهم ما أنتجته السينما المغربية”.

وسبق أن خلق فيلم “بورن أوت” الذي يشارك في بطولته ثلة من ألمع النجوم المغاربة ضجة واسعة عبر منصات التواصل، بعد تداول إحدى اللقطات التي جمعت كلا من سارة بيرليس وإدريس الروخ وهما في وضعية خادشة للحياء.

في سياق آخر، أبرزت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أنها تسعى من خلال البرنامج الجديد على القناة “الأولى” إلى “مواصلة تجسيد الأهداف الرئيسية المتعلقة بتشجيع ومواكبة تطور السينما المغربية من خلال تسليط الضوء على روائعها، وإحداث منصة مخصصة للمواهب الناشئة، وتشجيع الإبداع الفني انسجاما مع مهمتها النبيلة المتمثلة في تقديم خدمة إعلامية عمومية قائمة على تعزيز التنوع الثقافي، ودعم الاقتصاد المحلي وتحفيز الإبداع الفني والمساهمة في الحوار الثقافي، وبالتالي تعزيز الهوية الوطنية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.