تاونات تحتفي بالذكرى 68 لانطلاق أشغال طريق الوحدة: تخليد لمجد وطني ورمز للتلاحم

تاونات – الخميس 3 يوليوز 2025، بمقر ملحقة عمالة تاونات

في أجواء وطنية مفعمة بالفخر والاعتزاز، احتضنت عمالة إقليم تاونات، بتنسيق مع المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، حفلاً رسمياً لتخليد الذكرى الثامنة والستين لانطلاق أشغال طريق الوحدة، المشروع الوطني التاريخي الذي جسد أسمى معاني التضحية والوطنية والارتباط بين العرش والشعب.

وقد ترأس الحفل السيد عامل إقليم تاونات، بحضور ثلة من الشخصيات الممثلة لمختلف المؤسسات السياسية والإدارية والعسكرية، إلى جانب فعاليات من المجتمع المدني وممثلين عن الأسرة التربوية والثقافية.

وخلال هذا الحفل المهيب، تم التذكير بالسياق التاريخي والسياسي لانطلاق هذا الورش الوطني الضخم، الذي دعا إليه جلالة المغفور له الملك محمد الخامس في خطابه الشهير يوم 15 يونيو 1957 بمدينة مراكش، حيث حثّ شباب المغرب على الانخراط في هذا المشروع الرائد الهادف إلى ربط شمال المملكة بجنوبها، وتجسيد وحدة الوطن ميدانيًا.

ولم يكن “طريق الوحدة” مجرد مشروع بنيوي أو بنية تحتية، بل كان ملحمة وطنية حقيقية، ساهم فيها أكثر من 12 ألف شاب مغربي متطوع، توزعوا على ثلاث دفعات خلال صيف سنة 1957، وعملوا بإخلاص وتفانٍ لمدة ثلاثة أشهر. وقد شكلت هذه التجربة لحظة تاريخية بامتياز، حيث تعلّم المتطوعون خلالها قيم الانضباط، وروح التضامن، والمواطنة الصادقة.

كما شهد الحفل لحظات مؤثرة تم فيها تكريم عدد من أسر قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، عبر تقديم شهادات تقديرية ومساعدات رمزية، اعترافًا بتضحياتهم الجسيمة من أجل نيل الاستقلال وتحقيق الوحدة الوطنية.

وفي ختام التظاهرة، قام الحاضرون بزيارة ميدانية إلى “فضاء ذاكرة المقاومة والتحرير” وكذا إلى النصب التذكاري لطريق الوحدة بجماعة الزريزر، حيث تم الوقوف في خشوع أمام هذا المعلم الوطني الشاهد على ملحمة شعب اختار النهوض والبناء من أجل مغرب موحد ومزدهر.

وقد تميز هذا الحدث الوطني بمشاركة واسعة لممثلين عن المجلس الإقليمي، والمجلس العلمي المحلي، والبرلمان، ورؤساء المصالح الخارجية، ومنتخبين، وقدماء المقاومين، وأعضاء جيش التحرير، ومتطوعين سابقين في مشروع طريق الوحدة، إضافة إلى ممثلي هيئات سياسية ونقابية وحقوقية وشبابية، وجمعيات المجتمع المدني، مما يعكس روح الوفاء المتجذرة لهذا الإرث الوطني الخالد