بني وليد: الشباب يصنعون الفرص في وجه التهميش
تتمتع قرية بني وليد بمؤهلات طبيعية فريدة تجعلها وجهة سياحية واعدة، لكنها تعاني من التهميش وقلة الاهتمام. في مواجهة هذا الواقع، برزت شخصيات شبابية محلية تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمنطقة وإبراز كنوزها الجبلية والبيئية.
أمين العطار، يوسف الدوازي، وأشرف القدوري، ثلاثة شباب من بني وليد يعملون بجد على تعزيز السياحة الجبلية في المنطقة. العطار يستخدم منصات التواصل الاجتماعي لتعريف بمسارات وقمم جبلية مجهولة، بينما يعمل الدوازي على دعم المبادرات الشبابية الهادفة إلى التعريف بمؤهلات المنطقة. أما القدوري، فيعمل كدليل سياحي متمرس لاستقبال الوفود السياحية العاشقة للطبيعة.
هؤلاء الشباب لا ينتظرون مبادرات رسمية ولا استراتيجيات مؤسسية، بل يشقون طريقهم بأنفسهم وسط الصعوبات، ويواجهون تحديات التهميش بروح المسؤولية. إنهم نموذج للشباب الذي يؤمن بقدرته على التغيير والإسهام في تنمية منطقتهم.
رغم الجهود المبذولة، يظل السؤال المطروح: إلى متى سيظل هذا الحراك الشبابي يواجه العقبات دون دعم حقيقي من الجهات المختصة؟ إن دعم هؤلاء الشباب وتمكينهم من تحقيق أهدافهم هو الخطوة الأولى نحو الاعتراف بمجهوداتهم والاستفادة من طاقاتهم في تنمية المنطقة.
بني وليد تستحق أن تُعرف، وهؤلاء الشباب يستحقون أن يُدعموا. إذا استمرت الجهود بنفس الإصرار فإن التأثير على المستوى البعيد سيكون عميقًا وسينعكس بشكل واضح على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة.
السياحة الجبلية في بني وليد ليست مجرد خيار، بل هي استثمار ذكي يمكنه أن يحول مسارات جبلية مهمشة إلى مراكز جذب وطنية ولما لا عالمية في المستقبل. إن دعم الشباب وتمكينهم من تحقيق أهدافهم هو المفتاح لفتح هذه الإمكانيات وتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة.
في النهاية إن بني وليد وشبابها هم نموذج للعديد من المناطق التي تملك مؤهلات طبيعية وشبابية كبيرة لكنها تحتاج إلى الدعم والاهتمام لتحقيق إمكانياتها. إن دعم هؤلاء الشباب وتمكينهم من تحقيق أهدافهم هو الخطوة الأولى نحو بناء مستقبل أفضل لبني وليد والمناطق المجاورة لها.