طنجة تحت الصدمة.. شاب في عمر الزهور يضع حدًا لحياته شنقًا
طنجة تحت الصدمة.. شاب في عمر الزهور يضع حدًا لحياته شنقًا
إعداد: الأستاذة أنيسة الوردي
استفاقت ساكنة حي بنكيران، الشهير محليًا بـ”حومة الشوك” بمدينة طنجة، صباح اليوم السبت 3 ماي 2025، على وقع فاجعة إنسانية اهتزت لها القلوب وأدمت العيون، بعد أن أقدم شاب في مقتبل العمر على إنهاء حياته شنقًا داخل منزل أسرته، في حادثة مأساوية أعادت إلى الواجهة النقاش حول الصحة النفسية للشباب المغربي.
الضحية، المسمى قيد حياته (م. ل)، لم يتجاوز بعد 18 سنة من عمره. وقد تم العثور عليه جثة هامدة معلقة بحبل فوق سطح منزل العائلة، في مشهد صادم أصاب والدته وأفراد أسرته وساكنة الحي بذهول وصدمة نفسية كبيرة. ووفق المعطيات الأولية التي حصلت عليها مصادر محلية، فإن الشاب كان يُعاني من اضطرابات نفسية حادة، ازدادت حدتها خلال الأشهر الأخيرة، خاصة بعد أن فقدت الأسرة معيلها قبل سنة في حادث انتحار مماثل، وقع بمنطقة طنجة البالية.
وفور إخطارها بالحادث، انتقلت السلطات المحلية وعناصر الشرطة القضائية إلى عين المكان، حيث تم تأمين مسرح الواقعة، وفتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة للكشف عن ظروف وملابسات الحادث، بينما تم نقل جثمان الشاب إلى مستودع الأموات بمستشفى دوق دو طوفار، لإخضاعه للتشريح الطبي.
وتسلط هذه المأساة الضوء من جديد على واقع مرير تعيشه العديد من الأسر المغربية، حيث تزايدت في السنوات الأخيرة حالات الانتحار بين فئة الشباب، وسط تقصير واضح في توفير آليات الدعم النفسي والاجتماعي، وغياب مراكز مؤهلة لمرافقة الأفراد الذين يعانون من اضطرابات عقلية أو أزمات نفسية.
كما أطلق عدد من النشطاء المحليين نداءات مستعجلة إلى الجهات المعنية بضرورة إحداث برامج وطنية فعالة للعلاج النفسي المجاني، وتعميم مراكز الاستماع والمرافقة النفسية في الأحياء الشعبية، باعتبارها أحد الحلول الأساسية للحد من هذه الظواهر المؤلمة التي تحصد أرواحًا بريئة وتُعمّق جراح الأسر المغربية.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان.