الشعير المستنبت في صلب نقاش علمي بمكناس: رهان أخضر لحماية الرصيد الحيواني
مكناس – هيئة الاعداد لجريدة أسرار تــاونــات
في إطار فعاليات النسخة السابعة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي تحتضنه مدينة مكناس، نظمت الغرفة الفلاحية لجهة فاس-مكناس ندوة موضوعاتية علمية تحت عنوان:
“الشعير المستنبت: تكنولوجيا خضراء لحماية الرصيد الحيواني”، وذلك بحضور نخبة من الباحثين، والمهنيين، والخبراء في المجال الفلاحي.
محور استراتيجي لمواجهة التحديات المناخية
ركزت المداخلات خلال الندوة على أهمية اعتماد تقنية الشعير المستنبت كخيار مستدام لتقوية منظومة الأعلاف، خاصة في ظل ما يعرفه المغرب من تقلبات مناخية وجفاف متكرر، ما يفرض البحث عن بدائل فعالة وقليلة الكلفة.
وأكد المتدخلون أن هذه التكنولوجيا تتيح إنتاج علف أخضر عالي الجودة خلال وقت قصير (6 إلى 10 أيام فقط)، وباستهلاك مائي ضعيف مقارنة مع الزراعة التقليدية، مما يفتح آفاقًا واعدة أمام الفلاحين، لا سيما في المناطق الجافة وشبه الجافة.
فوائد متعددة للبيئة والمربين
وقد أبرز المشاركون الأثر الإيجابي للشعير المستنبت على تحسين الإنتاج الحيواني، من خلال توفير علف غني بالعناصر الغذائية الضرورية، يساهم في تحسين صحة القطيع، ويقلل الاعتماد على الأعلاف المركبة المستوردة، مما يخفف العبء الاقتصادي على المربين.
كما تمت الإشارة إلى الأبعاد البيئية والاقتصادية والاجتماعية لهذا الخيار الزراعي الذكي، حيث يحد من تدهور التربة، ويقلل من انبعاثات الكربون، ويعزز مناعة المنظومة الفلاحية في وجه الأزمات.
دور الغرفة الفلاحية في المواكبة والتحسيس
وفي هذا السياق، شددت الغرفة الفلاحية لجهة فاس-مكناس على التزامها بمواكبة الفلاحين في تبني هذه التقنية، من خلال برامج تكوينية، ولقاءات تحسيسية، وتجارب ميدانية، تروم تقريب الفلاحين من هذه الحلول المبتكرة، وتحفيزهم على إدماجها في أنظمتهم الزراعية.
تأتي هذه الندوة لتعزز الرؤية الوطنية نحو فلاحة ذكية ومندمجة، تُوازن بين تحقيق الأمن الغذائي وحماية الموارد الطبيعية. ويؤكد اختيار هذا الموضوع الحيوي في قلب الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس على أهمية التفكير في حلول واقعية وعملية لمستقبل القطاع الفلاحي المغربي، في ظل تحولات مناخية واقتصادية متسارعة.