تقرير حول الوضع الصحي في إقليم تاونات
- بقلم: الأستاذة أنيسة الوردي
يعد إقليم تاونات من بين المناطق التي تعاني من تحديات صحية كبيرة، حيث يواجه السكان صعوبات متزايدة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة. تتجلى هذه الصعوبات في نقص الأطر الطبية، وضعف التجهيزات، وانعدام بعض الخدمات الأساسية، مما يترك آثارًا سلبية على صحة المواطنين، خصوصًا في المناطق القروية.
البنية التحتية الصحية في إقليم تاونات
يضم الإقليم مستشفى إقليمي واحدًا في مدينة تاونات، إضافة إلى مجموعة من المراكز الصحية القروية والمستوصفات التي تعاني من نقص في التجهيزات والأطر الطبية. إلا أن هذه المنشآت الصحية تعاني من تردي حالتها، حيث تفتقر العديد منها إلى المعدات الطبية الأساسية، ما يجعلها غير قادرة على تقديم الخدمات الضرورية للمرضى.
كما أن بعض المستوصفات القروية تعمل بشكل محدود أو تفتقر إلى الأطباء، مما يجبر السكان على التنقل لمسافات طويلة بحثًا عن العلاج، وهو أمر يزيد من معاناتهم، خصوصًا في ظل ضعف البنية التحتية للنقل في هذه المناطق.
نقص الأطر الطبية والتمريضية
يعتبر نقص الأطباء والممرضين أحد أبرز المشاكل التي يعاني منها القطاع الصحي في تاونات. فعدد الأطباء العاملين في المستشفى الإقليمي والمراكز الصحية لا يتناسب مع عدد السكان، مما يؤدي إلى طول فترات الانتظار وصعوبة الحصول على الرعاية الطبية في الوقت المناسب.
في بعض الحالات، يضطر المرضى إلى السفر إلى مدينة أخرى مثل فاس لتلقي العلاج، خصوصًا في الحالات التي تتطلب تدخلًا طبيًا متخصصًا. هذا الأمر يمثل عبئًا إضافيًا على المواطنين، سواء من الناحية المالية أو النفسية.
معاناة الساكنة الصحية
تعاني ساكنة تاونات من عدة إكراهات صحية، حيث تفتقر بعض القرى إلى صيدليات قريبة، مما يجبر المرضى على التنقل إلى المدن لشراء الأدوية. كما أن بعض الحالات الحرجة، مثل النساء الحوامل، يجدن صعوبة في الوصول إلى المستشفى الإقليمي في الوقت المناسب، مما يعرض حياتهن وحياة أطفالهن للخطر.
كما يواجه المصابون بأمراض مزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، مشاكل في متابعة علاجاتهم بانتظام بسبب نقص الأدوية وضعف الخدمات الصحية المقدمة.
مطالب الساكنة والجهود المبذولة
في ظل هذه الظروف، تطالب ساكنة تاونات بتحسين الخدمات الصحية عبر:
توفير مزيد من الأطباء والممرضين لتعزيز الخدمات الطبية.
تحديث المستشفى الإقليمي وتجهيزه بمعدات حديثة.
إصلاح المستوصفات القروية وتزويدها بالأدوية والأطر الطبية.
توفير سيارات إسعاف مجهزة لنقل الحالات الحرجة بسرعة إلى المستشفيات الكبرى.
على الرغم من بعض المبادرات المحلية لتحسين الوضع الصحي، إلا أن الجهود المبذولة لا تزال غير كافية، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا من الجهات المسؤولة لضمان حق المواطنين في الرعاية الصحية.
خاتمة
يبقى الوضع الصحي في إقليم تاونات بحاجة ماسة إلى تحسينات جذرية تضمن حصول السكان على خدمات طبية لائقة. فلا يمكن تحقيق التنمية المستدامة دون نظام صحي قوي قادر على تلبية احتياجات المواطنين. وعلى الجهات المسؤولة العمل بشكل جاد لتوفير بيئة صحية أفضل لسكان الإقليم، وتجاوز التحديات التي تعيق حصولهم على الرعاية الصحية المناسبة.