بتاونات .. حادثة تهز الرأي العام في جماعة الرتبة “سقوط تلميذات من حافلة النقل المدرسي، ووفاة مأساوية لفتاة بعد دهسها من طرف شاحنة”!
في فاجعة مروعة اهتزت لها جماعة الرتبة يوم السبت 15 فبراير، تعرضت حافلة النقل المدرسي لحادث خطير أدى إلى سقوط عدد من التلميذات وسط الطريق، مخلفا إصابات متفاوتة الخطورة وإغماءات في صفوفهن. وحسب مصادر موثوقة، فإن الحافلة كانت تحمل حوالي 40 تلميذة ينتمين لثلاثة دواوير: “تامسنيت”، “طارطكوك”، و”المكمل”، وهو عدد يفوق طاقتها الاستيعابية، مما يجعل الاكتظاظ أحد الأسباب الرئيسية للحادث. لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فالتحقيق يكشف معطيات أخطر حول الإهمال والتستر على الفاجعة!
* سرعة مفرطة وباب مفتوح .. تفاصيل سقوط التلميذات!
وفقا لشهادات محلية، كان سائق الحافلة يقود بسرعة مفرطة عند أحد المنعرجات، بينما كان الباب الخلفي للحافلة مفتوحا، ما تسبب في سقوط التلميذات على الطريق واحدة تلو الأخرى وسط صراخ الذعر والألم. المشهد كان كارثيا، حيث تعرضت بعض التلميذات لإصابات خطيرة، بينما أخريات أغمي عليهن نتيجة الخوف والصدمة.
لكن الصادم في الأمر هو تصرف السائق الذي لم يبادر إلى إبلاغ السلطات المحلية أو عناصر الدرك الملكي، بل على العكس من ذلك، حاول إخفاء آثار الحادثة، ولم يضع أي إشارة تحذيرية على الطريق، مما زاد من خطورة الوضع!
* من مأساة إلى كارثة .. “رموك” يدهس تلميذة أمام عتبة منزلها!
في نفس لحظات الفوضى والذعر، وبينما كانت التلميذات ملقيات وسط الطريق، كانت شاحنة “رموك” قادمة بسرعة من اتجاه الرتبة. وبينما هرعت تلميذة تسكن قرب مكان الحادث لمساعدة زميلاتها، صدمتها الشاحنة ، متسببة في إصابة بليغة على مستوى الرأس. بعد أيام من المعاناة، لفظت أنفاسها الأخيرة في المستشفى الجامعي بفاس، لتتحول الفاجعة إلى مأساة حقيقية!
* محاولة تهريب التلميذات والتستر على الحادثة .. من يحمي السائق؟
في تطور مثير للأحداث، كشفت مصادرنا أن السائق حاول إخفاء آثار الحادث بنقل بعض التلميذات المصابات بعيدًا عن مكان السقوط! حيث استدعى حافلة للنقل السري من دوار تامسنيت وبدأ في تهريب التلميذات إلى تامسنيت ، في خطوة اعتبرها البعض محاولة لطمس معالم الجريمة.
حتى عندما حضرت المستشارة الجماعية “أسماء مويلد” إلى مكان الحادث، لاحظت وجود حافلة للنقل السري مملوءة بتلميذات دوار المكمل، وكادت أن تغادر بهن، لكن المستشارة وقفت في وجهها ومنعتها من المغادرة، مطالبة بانتظار وصول السلطات المختصة!
* الدرك الملكي يصل متأخرًا .. ومحضر غائب عن حادثة الحافلة!
الغريب في الأمر أن عناصر الدرك الملكي تأخرت حوالي نصف ساعة عن الحادث، وعند وصولها، حررت فقط محضر حادثة الشاحنة التي دهست التلميذة، في حين لم يتم تحرير أي محضر لحادثة سقوط التلميذات من الحافلة المدرسية، وكأن الأمر لم يكن إلا “مجرد صدفة”! فهل هذا تهاون؟ أم أن هناك أيدٍ خفية تحاول حماية المتورطين؟
* المستشارة في قفص الاتهام بدل البحث عن الحقيقة!
بعد أن نشرت المستشارة أسماء مويلد تدوينة حول الحادث مرفقة بالصور، تفاجأت بزيارة عناصر الدرك الملكي إلى منزلها يوم الأربعاء 16 فبراير، إثر شكاية تقدمت بها الجمعية الخيرية لدار الطالبة تتهمها بالتحريض والاعتراض على الحافلة المدرسية!
بدل أن تسارع الجهات المسؤولة إلى فتح تحقيق شفاف حول ملابسات الحادث، اختارت إسكات الأصوات التي فضحت الكارثة! فهل أصبح الحديث عن حقوق التلاميذ وتحميل المسؤولية لمن أخطأ جريمة يعاقب عليها القانون؟
* آباء التلميذات يرفعون شكاية لوكيل الملك: “لا لإفلات المتورطين من العقاب!”
ردًا على هذا التجاهل، قام آباء وأولياء التلميذات بتقديم شكاية إلى وكيل الملك بتاونات يوم الخميس الماضي، محملين المسؤولية المباشرة للسائق بسبب تهوره في القيادة، وترك باب الحافلة مفتوحًا، وتحميل المسؤولية للجمعية الخيرية التي تدير النقل المدرسي، والتي لم تسهر على احترام معايير السلامة!
* سائق الحافلة بدون رخصة ملائمة؟ وتأمين غائب؟
المصادر تتحدث عن فضيحة جديدة قد تفجر القضية، حيث يتداول أن سائق الحافلة لا يتوفر على رخصة السياقة من الصنف الذي يسمح له بقيادة هذا النوع من المركبات! كما أن هناك شبهات حول عدم توفر الحافلة على تأمين (لاسيرونس)!. والأخطر من ذلك، يروج أن السائق هو ابن أخ رئيس جماعة الرتبة، مما يثير الشكوك حول استغلال النفوذ والتوظيف غير القانوني!
* نحن أمام قضية فساد وإهمال تستوجب فتح تحقيق عاجل!
إن هذه الحادثة ليست مجرد “حادث سير عادي”، بل جريمة مكتملة الأركان تعكس حجم الفوضى والإهمال الذي يهدد حياة التلاميذ الأبرياء. أمام كل هذه الفضائح، نطالب بــفتح تحقيق عاجل وشفاف حول القضية، ومحاسبة كل من سولت له نفسه التلاعب بأرواح التلاميذ والتستر على الجريمة!
متابعة جريدة أسرار تاونات