زراعة الكيف: بين التشريعات ومخاطر السوق السوداء

بقلم برحايل عبد العزيز  بتنسيق مع عبد  العزيز الكواطري

رغم الجهود المبذولة لوضع التشريعات والرقابة لضبط زراعة وتجارة الكيف، إلا أن هذه الظاهرة لا تزال تشهد تحديات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالسوق السوداء وترويج الكيف بطرق غير مشروعة. فالتسريب والالتفاف على القوانين يؤديان إلى تفشي نشاط السوق السوداء، مما يساهم في ازدياد معدلات الإدمان وما يترتب على ذلك من أضرار اجتماعية واقتصادية، كارتفاع معدلات الجريمة وتفاقم الضغط على الخدمات الصحية والاجتماعية.

الآثار البيئية المقلقة

من جهة أخرى، تفرض زراعة الكيف ضغطاً متزايداً على الموارد المائية، مما يشكل تهديداً خطيراً للفرشة المائية. تتطلب هذه الزراعة كميات كبيرة من المياه، في وقت تشهد فيه العديد من المناطق أزمة جفاف متزايدة. هذه الضغوط على الموارد الطبيعية تفاقم من تحديات التغير المناخي، مما ينذر بعواقب بيئية وخيمة قد تؤثر على السكان والزراعة التقليدية في المناطق المتضررة.

البعد الاجتماعي والهجرة الريفية

إلى جانب الآثار الاقتصادية والبيئية، فإن زراعة الكيف قد تشجع على تفاقم ظاهرة الهجرة الريفية. في ظل غياب الفرص التنموية المتوازنة، قد يضطر الشباب إلى مغادرة قراهم سعياً وراء حياة أفضل في المدن، مما يؤدي إلى تدهور النسيج الاجتماعي للمناطق الريفية، وزيادة الفجوة التنموية بين المناطق الحضرية والقروية.


إن معالجة هذه الإشكاليات تتطلب جهوداً شاملة تتجاوز مجرد وضع التشريعات. ينبغي الاستثمار في التنمية المستدامة للمناطق الريفية، وتعزيز الرقابة على السوق السوداء، وتوفير بدائل زراعية واقتصادية للسكان المتأثرين بزراعة الكيف. هذا التوجه الشامل يمكن أن يساهم في خلق توازن بين التنمية وحماية البيئة والموارد، والحد من التبعات السلبية لهذه الظاهرة.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.