المغرب صاحب أعرق حضارة يدخل عصر المدونات
بقلم عبد العزيز الكواطري
أي مسار تنحوه أعظم حضارة في إفريقيا والعالم، حضارة المغرب الذي كان أول بلد يعترف بأمريكا، والتي أهدته دستورها وذلك فيه ما فيه من دلالة؛ دلالة قاطعة أن نضجه القانوني والحضاري يعد مرجعا، لكن اليوم نلاحظ حركة متسارعة للتبعية واستجرار قوانين لا ترقى لأعراف المغرب التليدة.
فهل يدخل المغرب عصر المدونات يا ترى؟ المدونات وما أدراك ما المدونات! والتي كانت وراء انحلال حضارة الأغريق العظيمة وذهاب إرثها الذي مازال مرجعا لكل تحضر إلى يومنا هذا؛ فلما بدأ عصر المدونات مع حاكم أثينا داركون وبحكم انتمائه الطبقي للأشراف عمد إلى سن ما يخالف أعراف الإغريق، وليس بالتطوير والتهذيب بل بشكل منحاز فتح الصراع بين طبقات الإغريق في شكل فوضى واستمر النزيف مع المشرعين الستة، فجاءت مدونة صولون ومن قلب الفوضى المستحكمة آن ذاك، لتقوم ببعض الروتوشات أي “العكار على الخنونة”
فتدحرج الانحلال إلى حضارة الإغريق وحيث كان دراكون ينتمى إلى طبقة الأشراف فقد عبرت المدونات عن مصالح هذه الطبقة، وأجحفت بحقوق طبقة العامة، وبشكل صريح وجاءت بعدها مدونة صولون، وإن لم تعبر بشكل صريح عن تطلعات الطبقة الممتازة فقد كانت كذلك في عمقها.
والآن وقبل فوات الآوان وأمام اللحظة التاريخية المفصلية في تاريخ المغرب:
هل نسلم المغرب كأعظم حضارة في إفريقيا والعالم لرؤى قاصرة تجره إلى عصر المدونات فمع تمرير مدونة السير بما عليها ومحدودية خطورتها لأنها تطبق على الطريق فقط، فها هم المغاربة يعيشون على إيقاع مدونة تمس المجتمع ككل بل تقض مضجع أهم مكون تربوي وتثقيفي وقيمي إنها الأسرة، ويبدو وعلى مستوى النص والتنظير أن هناك اختلالات واضحة وقد تكون تبعاته عند التطبيق أدهى وأمر، فلن يهنأ فيه أي طرف ستضيع المرأة التي قيمتها المدونة، ضحية وسيضيع الأبناء بالتبعية. فكيف سيعيش البنات مع رجل غريب في بيت الحضانة، بل وكيف سيعيش الأبناء أنفسهم من الذكور مع الرجل الغريب في فراش الزوجية، وكيف لمطلقة أن تنعم بمال طليقها وهي متزوجة من غيره، وكيف سيكون التكافل العائلي لما تستحوذ الزوجة على بيت الزوجية وتطرد أبوي الزوج اللذين كانا تحت كفالته يوم كان شمل الأسرة ملموما، أي انهيار سيظهر عند تطبيق هذه النصوص، ولكن المثل يقول باك طاح قيل من الدار اخرج مايل المغرب صاحب رصيد حضاري مرجعي، ونقول بكل ثقة كمغاربة على العالم بأسره أن ينهال منه ليتخلص من سلبيات تشريعاته ولا يمكن بأي حال أن يستورد المغرب خردات تشريعية نخرت مشاتلها وفككت روادها لتنتقل إلى بلد الحضارة والمملكة الشريفة.