بقلم عبد العزيز الكواطري
الأيدي مرفوعة طالبة الغيث، حال شريحة الفلاحين المعاشة الذين ينتظرون أن تمطر السماء، وتنقذهم من المجهول. مظاهر الأزمة في إقليم تاونات حادة، فمع تراجع مردود الأشجار المثمرة حيث كان منتوج التين قليلا إن لم نقل شبه منعدم مما أفقد الفلاحين مدخولا مهما لتدبير نفقاتهم الضرورية، وإن صمدت شجرة الزيتون وكان منتوجها أحسن من التين فهي لم تأت بالوفرة التي تضمن للفلاحين تغطية جزء مهم من حاجاتهم، حال الماشية التي تخضع لإحصاء دقيق في هذه الآونة بدورها قليلة وقطيعها محاصر في غياب مجالها الرعوي وتقلص الغطاء الغابوي، مما جعل أثمنتها في الأسواق ملتهبة وفي غير موسم العيد وإذا لاحظنا أن كل هذا ونحن في عز فصل الشتاء والتساقطات تبدو ضعيفة وغير كافية والحديث في المغرب ككل عن تراجع حقينة السدود إلى درجة حرجة دون الثمانية والعشرين في المائة من حقينتها فماهي الإجراءات الاستباقية التي أقدمت عليها حكومة أخنوش قبل أن يقع الفأس في الرأس؟
-تاونات المصنفة من بين أفقر الأقاليم في المغرب.
-تاونات الإقليم الشاسع بطابعه القروي.
-تاونات باعتماده على فلاحة معاشية في أغلبها ورثته هشاشة اقتصادية.
كل هذه المعطيات انعكست على ساكنة إقليم هامش الهامش، ومع هامشيته لم يُلتفت إليه فالحكومات المتوالية لم تول هذا الإقليم أية أهمية في مشاريعها التنموية، وترك يعالج وضعه المتفاقم لوحده، فانتشر الفقر والبؤس والظلم إلى جانب الفقر وتفاقمت الأمراض الاجتماعية من ارتفاع نسب الانتحار ونسب الطلاق ونسب القضايا في المحاكم وما حالة قتل زوج لزوجته يوم الأحد 22 دجنبر 2024 بقرية با محمد بجماعة بن سنوس إلا نموذجا حيا للأزمة الصامتة التي تنخر الأسر التاوناتية فلو أخذنا هذا النموذج الصغير لأسرة تتكون بالإضافة إلى الأب والأم القتيلة من ستة أطفال فأين التوعية الأسرية وتنظيم النسل فمع غياب التوعية يكون تزايد المواليد وهي أفواه تحتاج إلى مأكل كل هذا يدعون أن نلفت انتباه الجهات المسؤولة لفعل شيء ما لانقاذ ما تبقى، فعلى الحكومة الحالية أن تتدارك التراكمات السلبية، ولاسيما في ظل موسم صعب مع قلة التساقطات وأن تضع خطة استباقية لمشروع تنموي استثنائي يعيد لإقليم تاونات الحياة ليصبح خزانا لثمار وفواكه المغرب وينتعش حال ساكنة تاونات.