تاونات الحل الاقتصادي يجفف منابع تلويث مادة المرجان التي يخلفها عصر الزيتون للبيئة

تاونات مخاطر مادة المرجان تهدد المياه والتربة والكائنات المائية

بقلم عبد العزيز الكواطري

علاقة تاونات بالشجرة ثابتة، فهي رافعة الاقتصاد المحلي سواء شجرة التين أو شجرة الزيتون، وإن كانت شجرة التين أصبحت تعاني في السنوات الأخيرة من الجفاف وقل مردودها بشكل كبير، فشجرة الزيتون صمدت وظلت مساهمة في اقتصاديات الأسر، وتظهر هذه الأهمية الاقتصادية لمن حيث المساحة المزروعة والتي تقدر بـ 149 هكتارا تذهب الإحصائيات إلى تقدير نسبتها بـ  85% من الأشجار المثمرة بالإقليم الجبلي تاونات.

– التدخل البشري قد يرقى إلى جريمة التجني على البيئة:

لكن الشجرة على أهميتها أصبحت مهددة بفعل اجتثاثها وتعويضها بأشجار مثمرة أخرى ومنها التين أو الدالية أو.. في تأثير خطير على البيئة يهدد شجرة معمرة، وبالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية كباقي الأشجار إن لم تفقهم فهي تمثل غابة إنتاجية؛ والجرم البيئي يكون بفعل جشع بعض المزارعين ولهثهم وراء الدعم الفلاحي الذي يجب أن يبذل بشروط بيئية صارمة، بحيث لا يكون الدعم إلا عند تشجير مساحات عارية أو ذات أشجار غير صالحة ولا يكون اجتثاثها إلا بترخيص ممهور من جهات بيئية في احترام تام للشجرة الرمز لإقليم مقدمة جبال الريف.

-مع كل موسم ترتفع الأصوات منددة بخطورة مادة المرجان على البيئة:

الماء في خطر، الكائنات المائية في خطر، التربة في خطر؛ كل يشعر بهذه الخطورة وهو يرى المادة السوداء كست وجه الأسطح المائية، وهي تعي جيدا أن الكائنات المائية تعاني وتتعرض للنفوق، ويرى النباتات على ضفاف الأودية مصفرة، في غير موسم الاصفرار بسبب تلوث التربة.

لكن يمر الموسم تلو الموسم وتخبو الأصوات وتبنى بعض الأحواض لتجميع مادة المرجان والحد من خطورتها دون وجود حل يعالج المشكلة المتفاقمة:

-علاج الكارثة البيئية لمادة المرجان يكون بربطه بعلاج الوضع الاقتصادي للساكنة:

إذن لابد من تدبير استراتيجي لجعل الشجرة رافعة اقتصادية مهمة، وانعكاس أثر رفع انتاجها على البيئة ضعيفا ولم لا منعدما، فيغيب منظر الأسطح المائية السوداء عن أودية تاونات وبحيراتها، هذا لا يكون إلا بتدخل الجهات المعنية بتمويل تعاونيات صغيرة لعصر الزيتون بمعاصر حديثة ذات طبيعة معاشية من عدد محدود من الأشخاص ليعصروا منتوجهم من الزيتون دون الحاجة لنقله إلى معاصر عملاقة تجد صعوبة كبيرة في علاج مادة المرجان الذي هو من مخلفات عصرها لكميات كبيرة من الزيتون، فتكون هذه التعاونيات تلامس النموذج التقليدي الذي كانت فيه المعاصر تقليدية التي لا يعصر فيها سوى أهل الدوار والجوار فتتوزع مادة المرجان بين صهاريج صغيرة تكون سريعة التبخر، وإن فاضت فلن تجري أنهارا ووديانا بل ستظل محدودة الأثر البيئي السيئ على منطقة رأس مالها الأول هو بيئة نظيفة كانت مجالا خصبا لتنوع غطائها النباتي وهي المعروفة بنباتاتها الطبية والعطرية والمحتضنة لمعهد لهذه النبتات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.