معاناة الحجاج المغاربة مع ظروف الإقامة بمناسك الحج: بين التحديات والتطلعات.


يمثل موسم الحج واحدًا من أعظم التجارب الروحية التي يمر بها المسلمون، ويولي الحجاج في المغرب أهمية كبيرة لهذه الفريضة، التي تتطلب استعدادات ومجهودات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بظروف الإقامة والخدمة. إلا أن العديد من الحجاج المغاربة يواجهون تحديات كبيرة خلال فترة إقامتهم بمشعر منى وعرفات وغيرها من المناطق التي يقيمون فيها خلال أدائهم للمناسك.

وحسب اتصال هاتفي مع الموقع لوفد من الحجاج لجهة طنجة – تطوان الحسيمة وجهة الشرق يعاني الحجاج المغاربة من واقع الإقامة في فنادق ومخيمات تعاني من قلة الوسائل اللوجستية، إذ غالبًا ما تكون المخيمات والفنادق غير مجهزة بشكل كافٍ لتلبية حاجات الحجاج، خاصة فيما يتعلق بالنظافة والتهوية ووسائل الراحة الأساسية. يعاني الكثيرون من الاكتظاظ، حيث يُحشر عدد كبير من الحجاج في فضاءات ضيقة، مما يزيد من معاناتهم ويؤثر على أدائهم للعبادات.

وتفتقر العديد من الفنادق و المخيمات حسب قولهم “واحة الضيافة ” نمودجا إلى تجهيزات صحية ملائمة، وتكثر الشكوى من نقص المياه النظيفة، وصعوبة الحصول على الرعاية الطبية عند الحاجة، خاصة في ظل ظروف الطقس الحار والجفاف الذي يسود المنطقة خلال موسم الحج. وتبرز حوادث الإعياء والأمراض الجلدية ونوبات الحرارة كتهديدات تواجه سلامة الحجاج.

ويعاني الحجاج المغاربة من مشاكل في المصاعد إلى الطوابق و في التنقل بين المناسك، وكدا الإزعاج الدي يسببه أحد الممرات تحت أرضية “أجياد” كما يعانون من تعطل وسائل النقل أو عدم كفايتها، مما يعرض العديد منهم للعرق والتعب، خاصة كبار السن أو ذوي الحالات الصحية الخاصة. وتزيد الازدحامات على الطرق والمداخل من معاناة الحجاج، وتؤثر على أدائهم للمناسك في وقتها المحدد.

ويشتكي العديد من الحجاج من ضعف جودة وتنوع الأطعمة المقدمة، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار، مما يفرض عليهم أعباء مالية إضافية. وتفتقد بعض المخيمات إلى الخدمات الأساسية من مواد تنظيف، وأدوات شخصية ضرورية للحجاج.

وعلى الرغم من هذه التحديات، تبذل السلطات المغربية جهودًا كبيرة لتخفيف معاناة الحجاج، من خلال تنظيم حملات توعوية وإعداد برامج دعم لوجستي وطبي. وتعمل السفارات والقنصليات على تقديم المساعدة الصحية والإدارية للحجاج، بالإضافة إلى توفير بعض وسائل الراحة والراحة النفسية.

ويأمل الحجاج المغاربة أن تتطور ظروف إقامتهم في المواسم القادمة، عبر تحسين البنية التحتية للمخيمات، وتوفير خدمات صحية وبيئية أفضل، مع زيادة التوعية حول الحقوق والواجبات أثناء أداء المناسك. كما يطالب بعض الحجاج بزيادة عدد الحافلات وتحسين وسائل النقل، لضمان أداء مناسكهم في أريحية وسلاسة.

ويبقى موسم الحج رحلة روحية عظيمة، يتمنى فيها الحجاج أن تكون ظروف إقامتهم ملائمة لتعزيز روح العبادة والتقوى. والعمل الجماعي بين السلطات والجهات المعنية يظل مفتاحًا لتحقيق تحسينات ملموسة تحترم كرامة الحجاج وتوفر لهم بيئة آمنة ومريحة خلال أداء فريضتهم المقدسة.

كادم بوطيب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.