المغرب، حاكم لازون
بقلم: حفيظ بنعمر
في زمن تتقاطع فيه التحديات العالمية مع الطموحات المحلية، يسطع نجم المغرب كقوة صاعدة تُثير الإعجاب في مختلف المحافل. ليس مجازاً حين نقول إن المغرب اليوم يلعب دور “حاكم لازون” – ذاك الفارس الذي يترأس السباق، يمزج بين الحكمة والتفوق، بين الأصالة والحداثة، وبين السيادة والانفتاح.
الريادة الإفريقية والدولية
لقد بات المغرب رقماً صعباً في المعادلات الجيوسياسية، لا سيما على الصعيد الإفريقي. فبعد عقود من الانكفاء، عاد بقوة إلى حضن الاتحاد الإفريقي، لا كعضو فقط، بل كفاعل محوري في رسم مستقبل القارة. من مشاريع البنية التحتية الكبرى، كأنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، إلى المبادرات الإنسانية والتنموية في دول الساحل، يظهر المغرب كصوت رشيد وعقل استراتيجي للقارة.
قوة ناعمة تبهر العالم
المغرب لا يحكم فقط بالقوة الاقتصادية أو العسكرية، بل بما يسمى اليوم بـ”القوة الناعمة”: الثقافة، السياحة، الاستقرار، والتميز الرياضي. يكفي أن نتأمل ما حققه أسود الأطلس في كأس العالم الأخيرة، وما تمثله فاس ومراكش وطنجة من إرث حضاري ساحر، حتى ندرك أن المغرب يفرض احترامه على العالم من دون ضجيج.
تحول اقتصادي عميق
الإصلاحات الجريئة التي أطلقها المغرب في مجالات الطاقات المتجددة، النقل، الرقمنة، والتعليم، ليست مجرد شعارات. ميناء طنجة المتوسط أصبح منصة لوجستية عالمية، والصحراء المغربية تتحول إلى قطب استثماري متكامل، ومدينة محمد السادس “طنجة تيك” تُبشر بعهد صناعي جديد.
نموذج في الاستقرار والإصلاح
في عالم مضطرب، يعاني من النزاعات والانقسامات، يبرز المغرب كاستثناء إيجابي. استقرار سياسي بقيادة ملكية رشيدة، انفتاح على الإصلاحات التدريجية، ومؤسسات تنمو بوتيرة متصاعدة. هذا ما يجعل المغرب شريكاً موثوقاً في نظر القوى الكبرى، ومقصداً مفضلاً للاستثمارات الدولية.
الخلاصة
حين نقول إن المغرب “حاكم لازون”، فنحن لا نبالغ. بل نصف واقعاً يتشكل أمام أعيننا: بلد يخطو بثقة نحو المستقبل، يوازن بين الجذور والطموح، ويُبرهن كل يوم أن الموقع الجغرافي ليس قدراً، بل فرصة لمن يحسن استغلالها.
المغرب اليوم لا يطلب التقدير… بل يفرضه.
وها هو، في صمت الواثقين، يحكم المشهد.