فاتح ماي بتاونات: احتفالات باردة تعكس غضب الشغيلة وقلق الشارع
تاونات – مرّت احتفالات فاتح ماي هذه السنة في مدينة تاونات ببرودة لافتة، جسّدت بشكل واضح حالة الغضب الصامت التي تخيم على صفوف الشغيلة، والقلق المتزايد الذي يعتري المواطنين حيال السياسات الحكومية.
ففي الوقت الذي خرجت فيه بعض النقابات في مسيرات متفرقة وسط المدينة، بدت الحشود باهتة، والهتافات خافتة، والطاقة النضالية شبه غائبة. «نشارك فقط من باب الواجب، أما الأمل فلم يعد يسكننا»، يقول أحد عمال البلدية وهو يحمل راية نقابية دون أن تخفي عيناه شعوراً بالإحباط.
مطالب المتظاهرين لم تختلف كثيراً عن السنوات الماضية: تحسين أوضاع الشغل، كبح غلاء المعيشة، إصلاحات اجتماعية حقيقية، وضمان الكرامة للعامل المغربي. لكن ما تغير هو النبرة؛ لم تعد غاضبة فحسب، بل صارت مشبعة بالخذلان واليأس.
قيادات نقابية استغلت المناسبة لتوجيه انتقادات شديدة للحكومة، متهمة إياها بالعجز عن الوفاء بوعودها، وبالتغاضي عن معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات الأساسية. «فاتح ماي لم يعد عيداً، بل صار مرآة تعكس الألم الجماعي لفئة واسعة من الشعب»، تقول مناضلة نقابية من فوق منصة صغيرة تصدح منها مكبرات صوت بالكاد تُسمع.
ما عاشته تاونات في هذا اليوم لم يكن مجرد فتور ظرفي، بل كان تعبيراً عن أزمة ثقة عميقة. إنها “غضبة باردة”، تتوارى خلف الوجوه الصامتة لكنها تواصل الاشتعال في العمق، وقد تنفجر في أي لحظة إذا ما استمرت اللامبالاة الرسمية.