جلالة الملك يعطي انطلاقة الخط السككي فائق السرعة بين القنيطرة ومرمرحلة مفصلية في مسار التحديث والنهوض الوطني
إعداد: هيئة تحرير جريدة أسرار تاونات
في مشهد يُجسد الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وتحمله المتواصل لمسؤولية قيادة التنمية الشاملة بالمملكة، أعطى جلالته، يوم الثلاثاء 22 أبريل 2025، الانطلاقة الرسمية لأشغال إنجاز الخط السككي فائق السرعة LGV القنيطرة – مراكش، وذلك من محطة الرباط أكدال.
هذا المشروع الضخم، الذي تقدر كلفته بـ96 مليار درهم، يُعد من بين أبرز المشاريع المهيكلة التي تعرفها بلادنا، ويُؤسس لتحول نوعي في منظومة النقل السككي، وفق مقاربة شاملة تراعي العدالة المجالية، النجاعة الاقتصادية، والالتزام البيئي.
من الرؤية إلى الإنجاز: تحديث في خدمة المواطن
المشروع الممتد على حوالي 430 كيلومترا، يُعزز مكانة المغرب كفاعل قاري في النقل المستدام، ويجسد توجه المملكة نحو اقتصاد منخفض الكربون. كما يعكس حرص جلالة الملك على النهوض بالبنيات التحتية الحديثة، وتمكين المواطن من وسائل نقل تليق بكرامته وتدعم حركية التنمية.
ويُمكن للخط الجديد أن يربط بين الرباط والدار البيضاء ومراكش، مع وصل مباشر بمطار محمد الخامس والملعب الكبير لبنسليمان. كما سيتم تقليص زمن الرحلات بشكل كبير، حيث سيصبح ربط فاس بمراكش ممكنًا في 3 ساعات و40 دقيقة، فيما يمكن قطع المسافة بين طنجة ومراكش في ظرف ساعتين و40 دقيقة فقط.
دينامية حضرية ومجالية
المشروع لا يقتصر على الخط الرئيسي، بل يمتد ليشمل تجهيزات متكاملة، تشمل محطات جديدة بكل من الرباط، الدار البيضاء، مراكش، ومركزًا حديثًا لصيانة القطارات بمراكش. كما سيُحرر طاقة الشبكة التقليدية لتُخصص لتطوير قطارات القرب، استجابة لحاجيات التنقل الحضري والجماعي، خصوصًا في المدن الكبرى.
استثمار في المستقبل
بالتوازي مع هذا الإنجاز، أطلق المكتب الوطني للسكك الحديدية برنامجًا غير مسبوق لتجديد الأسطول السككي الوطني، يشمل اقتناء 168 قطارًا جديدًا، بقيمة 29 مليار درهم، منها:
18 قطارًا فائق السرعة
40 قطارًا بين المدن
60 قطارًا مكوكياً
50 قطارًا حضريًا
كما يرتكز المشروع على توطين صناعي فعلي، عبر وحدة وطنية لتصنيع القطارات وخلق منظومة صناعية سككية بنسبة إدماج محلي تفوق 40%، ما يُسهم في إحداث آلاف فرص الشغل وتعزيز التموقع الصناعي للمغرب.
إشعاع دولي وثقة شركاء عالميين
تم تمويل المشروع بشراكات استراتيجية مع مؤسسات دولية وازنة وشركات رائدة مثل ألستوم الفرنسية، كاف الإسبانية، وهيونداي روتيم الكورية، مما يعكس الثقة الدولية المتزايدة في الاستقرار السياسي والآفاق التنموية التي يرعاها جلالة الملك.
نحو شبكة وطنية بمعايير قارية
بهذا الإنجاز، يرسم المغرب معالم شبكة سككية وطنية عالية الأداء، قادرة على الربط بين الأقاليم والجهات، وتعزيز جاذبية التراب الوطني، وتوفير خدمات تنقل تضاهي مثيلاتها في كبريات الدول المتقدمة.
وفي الختام، يُعد هذا المشروع شاهدًا آخر على القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، وحرصه الدائم على النهوض بالمغرب الحديث، في تكامل بين التنمية الاقتصادية، الاجتماعية، والمجالية، من أجل مغرب قوي، مزدهر، ومتصالح مع المستقبل.