العرائش تشهد أول اجتماع من نوعه حول جودة المياه بحضور رسمي وإعلامي واسع
🖋️أنوار العسري
في اجتماع هو الأول من نوعه بمدينة العرائش، وبتعليمات من السيد عامل إقليم العرائش، انعقد مساء يوم الأربعاء 27 مارس اجتماع خاص بلجنة الماء، بحضور السيد باشا المدينة، ومدير الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء “لاراديل”، وممثلين عن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ONEP، ومندوبية الصحة، إلى جانب عدد من الأطر التقنية والمتخصصين في مجال جودة المياه.
وقد شهد الاجتماع حضورًا قويًا لممثلي المجتمع المدني، رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وحماية المال العام بإقليم العرائش، والسيد محمد بلمهيدي، رئيس جمعية حماية المستهلك، بالإضافة إلى عدد من الصحفيين والإعلاميين البارزين، الذين كان لهم دور محوري في طرح الأسئلة التي تشغل بال الساكنة.
السيد الباشا: إشراف مباشر وطرح أسئلة حاسمة
كان السيد باشا المدينة المحرك الأساسي لهذا الاجتماع غير المسبوق، حيث أشرف عليه شخصيًا وطرح أسئلة قوية ومباشرة على مسؤولي الوكالة المستقلة والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، مطالبًا بتوضيحات مفصلة حول جودة المياه، ومدى ملاءمتها للمعايير الصحية، وحرص على الدفاع عن حق الساكنة في التزود بمياه صالحة للشرب دون أي شكوك أو مخاوف.
تأكيد رسمي على جودة المياه ومراقبتها الدائمة
خلال الاجتماع، أكد المسؤولون أن المياه التي يتم توزيعها بمدينة العرائش تخضع لمعايير جودة صارمة، ويتم مراقبتها بشكل مستمر من طرف مختبرات متخصصة. كما أشار مدير “لاراديل” إلى أن معدل الكلور في المياه يتراوح بين 0.5 و1، وهو ضمن الحدود الصحية الموصى بها عالميًا.
أول جولة ميدانية لتذوق المياه بحضور المجتمع المدني والإعلام
في سابقة هي الأولى من نوعها، قامت اللجنة بجولة ميدانية في مختلف أحياء المدينة لتذوق المياه مباشرة من الصنابير، حيث زارت أحياء المنار، شعبان، ساحة مكة، ساحة الشهداء، قلب المدينة، وحومة جنان بيضاوة، وذلك بمشاركة المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وحماية المال العام بإقليم العرائش، وجمعية حماية المستهلك، إلى جانب عدد من الصحفيين الذين وثقوا هذه اللحظات وشاركوا في عملية تذوق المياه، مما أضفى على الاجتماع طابعًا عمليًا غير مسبوق.
مداخلات قوية من الإعلام والمجتمع المدني
تميز الاجتماع بنقاش مفتوح، حيث طرح الصحفيون وممثلو المجتمع المدني أسئلة مباشرة على المسؤولين، ومن أبرز المداخلات:
محمد بلمهيدي عن جمعية حماية المستهلك، تساءل عن مدى تفاعل الوكالة مع شكاوى المواطنين، وهل المياه غامقة وملوثة كما يزعم البعض؟
هشام شكدالي عن موقع ليكسوس بريس، استفسر عن دور تركيبات وتمديدات المياه المنزلية (installation) في تغيير طعم الماء.
محمد البطيوي عن موقع شوف تيفي، تساءل حول ما إذا كان المسؤولون يشربون مياه الصنبور أم يفضلون المياه المعدنية، وما إذا كانت المياه تحتوي على شوائب.
جمال السباعي عن جريدة العرائش 24، تساءل حول أسباب ارتفاع فواتير الماء والكهرباء، وما إذا كانت هناك علاقة بين ذلك وبين إزالة عدادات الماء كل ثماني سنوات.
مراسل العرائش نيوز، استفسر عن أسباب عدم تفاعل الوكالة مع بعض المشاكل التي يطرحها المواطنون، وعدم القيام بحملات إعلامية لطمأنة الساكنة حول جودة المياه.
إجابات علمية وتقنية تطمئن الساكنة
جاءت إجابات المسؤولين واضحة ودقيقة، حيث أكدوا أن المياه التي تصل إلى المنازل سليمة، وخاضعة لمراقبة مستمرة على مدار الساعة، سواء عبر تحاليل مخبرية داخلية، أو من طرف المختبر الجهوي ومختبرات الرباط. كما أوضحوا أن أي تغير محتمل في الطعم قد يكون ناتجًا عن الأنابيب الداخلية لبعض المنازل، وليس بسبب مصدر المياه نفسه.
السيد الباشا يحظى بإشادة واسعة لموقفه الحازم
نال السيد باشا المدينة إشادة واسعة من جميع الحاضرين، نظرًا لدوره القيادي في هذا الاجتماع، حيث أظهر حرصًا كبيرًا على إيصال صوت المواطنين، وطرح تساؤلات مباشرة نيابة عنهم، وإلزام الجهات المعنية بتقديم إجابات واضحة وشفافة.
إشادة بدور المنظمة الوطنية وجمعية حماية المستهلك والإعلاميين
عرف الاجتماع اعترافًا بدور المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان ومحاربة الفساد وحماية المال العام بإقليم العرائش، والتي كانت السباقة إلى مراسلة الجهات الرسمية بشأن الموضوع، مما ساهم في عقد هذا الاجتماع غير المسبوق. كما كان للإعلاميين حضور قوي، ساعد في نقل انشغالات المواطنين وإجبار المسؤولين على تقديم توضيحات علنية.
خلاصة الاجتماع: المياه سليمة ولا داعي للقلق
خلص الاجتماع إلى أن المياه الموزعة في العرائش صالحة للشرب، وتخضع لمراقبة مستمرة، ولا تشكل أي خطر صحي