طنجة تنتفض من جديد: مسيرة تضامن لا تهدأ من أجل فلسطين

✍️ بقلم الأستاذة أنيسة الوردي

عادت شوارع طنجة لتنبض بصوت الحق، لترتفع الهتافات مرة أخرى في سماء المدينة، تحمل معها رسالةً لا تقبل الصمت أو التجاهل: “فلسطين في القلب، ولن نخون العهد!”

منذ الساعات الأولى، احتشدت الجموع، قلوبهم تخفق بحب الأرض المغتصبة، وأقدامهم تخطو بثبات على درب التضامن الذي لم ولن ينقطع. رجال ونساء، صغار وكبار، كلهم جاؤوا ليؤكدوا أن القضية الفلسطينية ليست مجرد خبر في نشرات الأخبار، بل هي جرح في الوجدان، ونبضٌ لا يتوقف.

الأعلام ترفرف عالية، والكوفية الفلسطينية تزين الأكتاف، بينما تصدح الحناجر بنداءات الحرية، وكأنها صرخات تمتد من طنجة إلى غزة، من كل شارع إلى كل زقاق في القدس. “بالروح، بالدم، نفديك يا أقصى”، لم يكن مجرد شعار، بل قسم يتجدد مع كل مسيرة، مع كل وقفة، مع كل دمعة حزن على شهداء لا يزالون يسقطون تحت القصف والحصار.

في وجوه المشاركين، امتزجت مشاعر الغضب بالأمل، والتصميم بالعزة. لم يكن الأمر مجرد تظاهرة، بل كان إعلاناً جديداً أن فلسطين في القلب، وأن الاحتلال مهما طغى، فلن يستطيع إسكات صوت الشعوب التي تؤمن بعدالة قضيتها.

ربما ينفض الجمع في نهاية اليوم، لكن الرسالة واضحة: المسيرات قد تتوقف للحظات، لكن التضامن مستمر، والحق لا يموت، وفلسطين ستبقى عنوان الكرامة والنضال حتى تتحرر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.