طالبة شناقة تطفو على السطح بأحد الأحياء الجامعية.
تعتبر الأحياء الجامعية بالمغرب بيئة خصبة للتنوع الثقافي والاجتماعي، حيث يلتقي فيها الطلاب من مختلف الخلفيات والتخصصات.وبالتالي فإن تعزيز روح التضامن والتآزر بين الطلاب في هذه الأحياء يعد أمرًا ضروريًا للنمو الشخصي والنجاح الأكاديمي. ولكن هناك ملاحظة لغياب ملحوظ لهذه الروح في كثير من الأحيان، وهو ما أكدته طالبة بإحدى الجامعات حيث تقوم بكراء ” المونيليكس ” لزملائها الطلبة بمبالغ تتراوح بين 3و 4 دراهم لإحضار عصير للإفطار .
هدا التصرف الاأخلاقي جعل الطلاب يشعرون بالدونية والحكرة ، وقد يدفعهم إلى الانتقام والتمرد مستقبلا في المجتمع ، أو قد يجعلهم يضعون أولوياتهم الشخصية فوق المساهمة في حياة الجماعة بشكل عام ، أو قد يؤدي هذا التصرف الدي قامت به الطالبة إلى العزلة بدلاً من التواصل الفعّال، حيث يميل الطلاب إلى الانخراط عبر الإنترنت بدلاً من بناء علاقات مباشرة.والاحتكاك فيما بينهم كما كان يحدث سابقا في مختلف الأحياء الجامعية التي أنجبت جيلا من المثقفين والأكادميين والنخب المختلفة ممن نفتخر بهم حاليا.
هدا التصرف العنصري الدي قامت به هده الطالبة في عز أيام رمضان ، يمكن تسليط الضوء عليه من زاوية التضامن والتآزر الدي غاب بين طلبة الحي الجامعي ، والحديث كدلك عن الجوانب الاجتماعية والثقافية التي ميزت هذه الفترة مع الفترات السابقة.
في العقود الماضية، لعب الحي الجامعي دورًا حيويًا في حياة الطلاب الجامعيين من النواحي الاجتماعية والتعليمية على حد سواء. كان الحي الجامعي ليس فقط مكانًا للإقامة، بل كان أيضًا مركزًا للنشاطات الاجتماعية والتبادل الثقافي. وكان الطلبة يجتمعون لتحضير الوجبات معًا وتبادل المهام المنزلية، ما يعزز روح الفريق ويخفف من الأعباء الفردية. كان التعاون أساس الحياة اليومية في الحي الجامعي.كما كانت المجموعات الدراسية تُعتبر جزءًا أساسيًا من حياة الطلبة، حيث يقدم الأصدقاء الدعم لبعضهم في الواجبات والمشاريع الدراسية، بما يعزز من فرص النجاح الأكاديمي.
الطلبة قديما كانوا ينظمون فعاليات رياضية وثقافية متنوعة تساهم في بناء الروابط القوية فيما بينهم وشغل أوقات الفراغ بشكل مثمر. وشملت هذه النشاطات دورات رياضية ومسابقات ومهرجانات ثقافية ، كانوا يجتمعون معًا لدعم بعضهم في الأوقات الصعبة، سواء على الصعيد الأكاديمي أو الشخصي. والتضامن يشكل شبكة أمان اجتماعية لبعضهم البعض.نتج عن هذه الفترات صداقات دامت لسنوات طويلة وحتى مدى الحياة، مما يبرز مدى قوة العلاقات التي تم بناؤها في إطار الحياة المشتركة في الحي الجامعي.
الحياة الجامعية حاليا داخل هذه الأحياء، لا تخلو من مشاكل، منها ما يرتبط بطريقة تدبير هذا المرفق وما يترتب عن ذلك من اختلالات بنيوية محضة نتيجة سوء التدبير والتي قد تعصف بالأهداف التي من أجلها وضع المشروع أصلا، ومنها ما يرتبط بطبيعة العلاقة بين كافة مكونات هذا المجتمع الجامعي المصغر، الذي تطفو على سطحه بعض المشاكل بطعم القبلية والحمية والصراعات الطلابية بطعم الأسلحة البيضاء والهراوات، ومنها ما يرتبط بضعف البنيات التحتية لهذه الأحياء وما تخلفه من خسائر في الأرواح والممتلكات.
وبهذا، يمكن القول أن التضامن والتآزر الذي وُجد بين الطلبة في الماضي لم يكن مجرد عنصر ثانوي، بل كان جزءًا جوهريًا من تجربة الحياة الجامعية التي تُشكل شخصية الطالب بشكل أساسي.
كادم بوطيب