الأسباب الحقيقية والخفية وراء إلغاء شعيرة ذبح الأضحية لسنة 2025*

 

إستقبل جُل المغاربة بكثير من الفرح خبر إلغاء شعيرة عيد الأضحى من خلال رسالة تلاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، يهيب من خلالها عدم ذبح الأضحية لهذه السنة ، وكما هو معلوم فإن الدستور المغربي يعطي حصريا للملك هذه الصلاحية عملا بالفصل 41 ،

*لكن ماهي الأسباب الحقيقية والخفية وراء هذا القرار ؟*

كما هو معلوم، فإن المغرب قام بإلغاء شعيرة ذبح الأضحية في ثلاث مرات وكان ذلك في عهد الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله ، فأما الأولى كانت سنة 1963 بسبب حرب الرمال مع الجزائر و الاستنزاف الذي حصل في موراد الدولة ، وفي المرتين للاحقتين بسبب الجفاف الشديد توالي الأزمات وهما سنة 1981 و 1996 .

من غير الأسباب المتداولة المعروفة فهناك أسباب حقيقية دفعت نحو اتخاذ القرار ، فمن خلال الإحصاء العام للسكان وسكنى و الإحصاء الذي قامت به جمعية مربي الماشية المعروفة باسم ANOC بإشراف وزارة الفلاحة ، يظهر حجم الفرق ، حيث تبين أن عدد الأسر المغربية وصل 9 ملايين ومائتين ألف ، بينما بيَّن إحصاء المواشي أن العدد تناقص بشكل كبير بنسبة 38 فالمائة ، وتشير بعض الأرقام إلي 6 مليون رأس قابل لنحر ، بمعني أن فارق هو أكثر 3 مليون رأس يجب استيراده لتحقيق الإكتفاء ، دون احتساب الجالية المغربية عبر العالم التي تأتي خصيصا لإحياء هذه الشعيرة ، مما يزيد حجم الخصاص ، بحيث أن هذا العدد الضخم من المواشي مستوردة سيستنزف مقدرات البلد من العملة الصعبة ، مع العلم أنه حل ترقيعي لا يعالج جذور الأزمة بقدرما يُهدي الأموال السهلة لرأسماليين الكبار المستفيدين.

*تقلص المساحات مستغلة لرعي*

عرف المجال القروي في سنوات الأخيرة إقبال كبير علي شراء الأراضي أو تأهيلها من مالكها، وحرصا على الزيادة في قيمتها يلجأ معظم الناس حالياً إلي تسييج أراضيهم مما أثر بشكل كبير على المساحات مخصصة لرعي ، طبعاً توالي سنوات الجفاف جعل من الكسابة الاعتماد على الأعلاف طوال السنة مما أشعل لهيب الأسعار والتي غالباً ما يتدخل فيها الوسطاء
والجدير بالملاحظة ، أن بعض الكسابة مؤخرا غالوا بالاهتمام بالشكل على حساب الكم ( حولي برومير ، حولي أنوك سوبير …)
*ضغط الكبير على اللحوم للاستهلاك .*

إن التحويلات الاقتصادية والاجتماعية التي عرفها المجتمع المغربي ونمط الحياة العصرية انعكس على طريقة الاستهلاك بشكل عام ، كما أن المغرب إستقبل سنة 2024 مايعادل 17 مليون وأربعمائة ألف سائح يستهلكون منتوجات المحلية منها اللحوم ،
كما تواجد عدة أسباب أخرى نذكر من جملتها تربية التقليدية وعدم معرفة الكساب بالأمراض والأدوية في حالة مرض قطيعه مما يزيد في نفوق الأغنام.
*بقلم: بلال الشراط*

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.