طنجة.. أول مدينة مغربية تعتمد التشوير الذكي لتدبير حركة المرور
بقلم: حفيظ بنعمر
في خطوة غير مسبوقة بالمغرب، أصبحت طنجة أول مدينة تعتمد نظام التشوير الذكي لتنظيم حركة المرور، وهو نظام يعتمد على كاميرات مثبتة فوق الإشارات الضوئية لتحليل حركة المركبات وضبط توقيت الإشارات بشكل تلقائي. هذه التقنية الحديثة تمثل نقلة نوعية في تدبير المجال الحضري، حيث تتيح انسيابية أكبر في حركة السير وتحد من الازدحام في أوقات الذروة.
كيف يعمل التشوير الذكي بطنجة؟
على عكس الإشارات الضوئية التقليدية التي تعتمد على توقيت ثابت، يتميز النظام الجديد بمرونته، حيث تقوم الكاميرات برصد كثافة المركبات على الطرقات، وتحديد المناطق التي تعاني من ضغط مروري، لتقوم الإشارات بتعديل مدة الوقوف أو المرور وفقًا لذلك. هذا التكيف الفوري يساعد في تفادي الاختناقات المرورية غير الضرورية، خاصة في المفترقات الحيوية للمدينة.
خطوة نحو مدينة ذكية
تعكس هذه المبادرة الطموحة رغبة طنجة في تبني حلول ذكية لإدارة شؤونها الحضرية، بما يتماشى مع المعايير الدولية للمدن الذكية. وعلى الرغم من أن النظام الحالي يقتصر على ضبط أوقات الإشارات الضوئية بناءً على حركة المرور، إلا أنه يمثل أساسًا يمكن تطويره مستقبلاً ليشمل تقنيات أكثر تقدمًا، مثل التواصل المباشر مع السائقين عبر لوحات إلكترونية أو تطبيقات ذكية توفر معلومات آنية حول حالة الطرق.
التحديات والآفاق المستقبلية
رغم الفوائد الكبيرة لهذا النظام، يبقى نجاحه مرهونًا بمدى تكامله مع باقي مكونات البنية التحتية للمدينة، خاصة فيما يتعلق بتوسيع نطاقه ليشمل جميع المناطق الحيوية، وتطويره ليصبح قادرًا على تقديم إرشادات مباشرة للسائقين والمشاة. كما يمكن تعزيز فعاليته من خلال ربطه بمراكز المراقبة الأمنية، ما سيساهم في تحسين السلامة المرورية وتقليل الحوادث.
طنجة.. نموذج يحتذى به
كونها أول مدينة مغربية تعتمد هذا النظام، تضع طنجة نفسها في موقع الريادة على المستوى الوطني في مجال استخدام التكنولوجيا في تدبير المرور. ومن المنتظر أن تحذو مدن مغربية أخرى حذوها، خصوصًا في ظل النمو المتسارع لحجم الحركة المرورية في الحواضر الكبرى.
في النهاية، يمكن القول إن التشوير الذكي في طنجة ليس مجرد تقنية جديدة، بل هو جزء من رؤية أوسع تهدف إلى تحسين جودة الحياة داخل المدينة، وجعلها أكثر كفاءة واستدامة. وبينما لا يزال هذا المشروع في مراحله الأولى، فإن نجاحه قد يفتح الباب أمام مزيد من الحلول الذكية التي ستجعل من طنجة نموذجًا يحتذى به في المغرب والعالم العربي.