السيد عبد العالي البحري: رؤية استشرافية تُحوِّل الطموح إلى واقع

في عالم يتطلب التطور المستمر، لا يمكن للتعليم أن يحقق نقلة نوعية دون رؤية استشرافية تأخذ بعين الاعتبار تحديات الواقع وإمكانات المستقبل. في هذا السياق، يقود المدير عبد العالي البحري مشروعًا طموحًا في الثانوية التأهيلية الوحدة، يهدف إلى إعادة هيكلة الفضاءات التعليمية، وفي مقدمتها إنشاء مكتبة مدرسية حديثة. هذا المشروع ليس مجرد مبادرة لتحسين البنية التحتية، بل هو جزء من رؤية أعمق تسعى إلى ترسيخ ثقافة القراءة والمعرفة كعنصر أساسي في المسار الدراسي للمتعلمين.
المكتبة المدرسية: بوابة نحو آفاق جديدة.

ينطلق هذا المشروع من قناعة بأن المعرفة ليست خيارًا، بل ضرورة لتطوير فكر التلميذ وصقل مهاراته. ولهذا، صُمِّمت المكتبة المدرسية الجديدة بحيث تكون في قلب الحياة اليومية للمتعلمين، إذ سيتم وضعها عند مدخل المؤسسة، لتكون أول ما يلفت انتباه التلاميذ عند دخولهم، مما يعزز علاقتهم بالكتاب منذ اللحظة الأولى.

إلى جانب ذلك، ستضم المكتبة مجموعة متنوعة من الكتب التي تغطي مجالات متعددة، ما يمنح التلاميذ فرصة لاكتشاف متعة المطالعة وتوسيع آفاقهم الفكرية والإبداعية.
إعادة تأهيل الفضاءات: تحويل المساحات إلى مراكز للتعلم
لم يكن إنشاء المكتبة كافيًا وحده، إذ أدركت الإدارة أن توفير فضاء مناسب للمطالعة عنصر أساسي في نجاح المشروع.

من هنا، جاء القرار بإعادة هيكلة المؤسسة لتشمل قاعة مطالعة حديثة، توفر بيئة مريحة وهادئة للمتعلمين.
هذه القاعة لن تكون مجرد مكان للقراءة، بل ستُستخدم كفضاء متعدد الوظائف يمكن للتلاميذ اللجوء إليه أثناء فترات الانتظار أو أوقات الفراغ، بدلًا من البقاء في الساحة دون نشاط مفيد. هذا التحول يعكس نهجًا استراتيجيًا في استثمار المساحات بطريقة ذكية تعزز من جودة التعلم.

دعم الفاعلين المحليين: التزام بتحقيق الرؤية.
يتطلب إنجاز هذا المشروع تعاون مختلف الأطراف، وهو ما بدأ يتحقق من خلال التفاعل الإيجابي مع الفاعلين المحليين. فخلال اجتماعات جمعت المدير بأحد أعضاء جمعية آباء وأولياء التلاميذ، تعهد هذا الأخير بأن الجمعية ستعمل على توفير التأمين اللوجيستيكي اللازم لإنجاح المشروع، في خطوة تعكس وعي المجتمع المدني بأهمية القراءة في تحسين المسار الدراسي للتلاميذ.

من جانبه، أبدى رئيس بلدية تاونات التزامه بدعم هذه المبادرة، إدراكًا منه للدور الأساسي الذي تلعبه المكتبات المدرسية في الرفع من جودة التعليم. كما أن التنسيق المستمر بين الإدارة التربوية وجمعية الآباء يساهم في ضمان تنفيذ المشروع وفق رؤية واضحة تحقق الأهداف المرجوة.
كلمة شكر وامتنان.

في هذا السياق، عبّر المدير عبد العالي البحري عن امتنانه العميق لكافة المساهمين في إنجاح هذا المشروع، مؤكدًا أن تحقيق هذه الرؤية لا يمكن أن يرى النور دون تضافر جهود الجميع.

وخصَّ بالشكر السيدة المديرة الجهوية للتربية والتكوين، التي لعبت دورًا حيويًا في دعم هذه المبادرة، سواء من خلال توجيهاتها القيمة وترحابها بكل ما من شأنه أن ينهض بمستوى التلاميذ .

التعليم رؤية ومسؤولية مشتركة
إن مشروع إنشاء مكتبة مدرسية حديثة وإعادة تأهيل فضاء المطالعة ليس مجرد استثمار في البنية التحتية، بل هو استثمار في المستقبل. فالتغيير الحقيقي لا يتحقق فقط عبر توفير الكتب أو تجهيز القاعات، بل عبر رؤية استشرافية تجعل المعرفة محور العملية التعليمية.
ما يحدث اليوم في الثانوية التأهيلية الوحدة هو نموذج لكيفية ترجمة الطموحات إلى إنجازات ملموسة، حيث يثبت هذا المشروع أن التعليم مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود لضمان مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة. فحين تتوفر الرؤية والتخطيط، يصبح التطوير واقعًا ملموسًا وليس مجرد فكرة على الورق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.