أسمدة مدعمة للفلاحين .. هل يستفيد فلاحو تاونات أم أن الدعم يبقى حبرًا على ورق؟

 

في خطوة جديدة لدعم الفلاح المغربي، أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عن تخصيص حصة إضافية من الأسمدة الأزوتية المدعمة، وذلك في إطار برنامج الحد من تأثير العجز المطري (PRIDP). هذه الخطوة تأتي استجابة للطلب المتزايد على الأسمدة، خاصة بعد التساقطات الأخيرة التي أنعشت آمال الفلاحين بموسم فلاحي جيد ، لكن يبقى السؤال المطروح هل سيصل هذا الدعم فعلا إلى الفلاحين البسطاء في إقليم تاونات، أم أن التعقيدات الإدارية والتواصل الضعيف سيقفان حاجزا أمام استفادتهم ؟

حسب المعطيات المتوفرة، فإن الفلاحين مطالبون بالتوجه إلى المديريات الإقليمية و الجهوية للفلاحة للاستفسار عن الإجراءات، والتي غالبا ما تشمل ، إثبات ممارسة النشاط الفلاحي عبر وثائق مثل شهادة الاستغلال أو التسجيل في برامج الدعم ، وتحديد المساحة المزروعة للاستفادة من الحصة المناسبة “1.5 قنطار للهكتار في الأراضي البورية، و3 قنطار للهكتار في الأراضي المسقية”. و التسجيل المسبق أو تقديم طلب عبر التعاونيات أو الجمعيات الفلاحية المعتمدة.

لكن، هل يدرك الفلاح القروي بهذه الإجراءات؟ أغلب الفلاحين البسطاء في تاونات لم يسمعوا بهذه المساعدات أصلا، ولم يتلقوا أي توجيهات من الجهات الوصية.

رغم أهمية هذه المساعدات، فإن الغياب التام لممثلي إقليم تاونات بالغرفة الفلاحية يطرح أكثر من علامة استفهام. أين دورهم في توعية الفلاحين؟ لماذا لا يتم تنظيم لقاءات ميدانية لشرح طرق الاستفادة؟ الفلاح البسيط اليوم يواجه غلاء غير مسبوق في أسعار الأسمدة والبذور، في حين أن الممثلين الذين انتُخبوا للدفاع عن مصالحه غائبون عن المشهد، مكتفين بالمقاعد الفارغة في الاجتماعات الرسمية.

من المثير للاستغراب أن الدورية الوزارية الخاصة بهذا الدعم كُتبت باللغة الفرنسية، رغم أن الفئة المستهدفة هم فلاحون بسطاء، أغلبيتهم لا يتقنون سوى العربية . فكيف يمكن لفلاح بالكاد يقرأ ويفك الخط أن يفهم مضمون وثيقة تقنية بلغة أجنبية؟ أليس من المنطقي أن تكون هذه المذكرات مترجمة للغات الرسمية للمملكة حتى تحقق الهدف المنشود منها؟ أم أن الأمر مجرد إجراء إداري بروتوكولي لا يهدف أصلا إلى الوصول إلى الفلاح البسيط؟

يبقى السؤال المطروح كم فلاحا في تاونات سيستفيد فعلا من هذه المساعدات؟ وكم ستذهب حصص الدعم إلى كبار الفلاحين والمضاربين في السوق السوداء؟ دون تحركات فعلية لممثلي الفلاحة، ودون تبسيط الإجراءات الإدارية، سيبقى هذا الدعم حبرا على ورق، والفلاح القروي سيظل يعاني وحيدا في مواجهة أعباء الموسم الفلاحي.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.