بتاونات .. “سد تافرانت” مشروع ضخم وسط غموض يثير قلق الساكنة

 

بعد سنوات من الانتظار والترقب، أصبح مشروع سد تافرانت، المعروف أيضا بسد تبودة، حقيقة على أرض الواقع. حيث تم تثبيت اللوحة التقنية الخاصة بالأشغال، معلنة رسميا عن انطلاق الدراسات الجيولوجية الاستكشافية في الموقع الذي سيقام عليه السد. هذا المشروع، الذي يمتد بين أقاليم تاونات وشفشاون ووزان، سيغير ملامح المنطقة ويعيد تشكيلها الجغرافية، وهو ما يثير العديد من التساؤلات والقلق وسط الساكنة المتضررة.

ورغم أهمية المشروع في تعزيز الموارد المائية، إلا أن تأثيراته الاجتماعية والاقتصادية لا تزال غامضة، خاصة بالنسبة للمزارعين وأصحاب الأراضي الذين سيجدون أنفسهم أمام واقع جديد دون أن يتلقوا أي توضيحات حول مصير ممتلكاتهم. تجربة سد الرتبة لا تزال ماثلة في الأذهان، حيث لا يزال بعض المتضررين ينتظرون تعويضاتهم منذ سنوات. فهل سيتبع سد تافرانت نفس الطريق؟

وسط هذا الصمت الرسمي، بدأت الساكنة تفكير في التحرك عبر تأسيس جمعيات للدفاع عن حقوقها والمطالبة بتوضيحات حول التعويضات وإعادة التوطين. لا أحد يعارض المشروع، ولكن الجميع يطالب بضمانات حقيقية تعوض الخسائر التي ستنجم عنه، بدلا من الوعود التي غالبا ما تتبخر مع مرور الوقت.

ومع كل هذه التساؤلات، يظل الغموض سيد الموقف. لا تصريحات رسمية، لا لقاءات تواصلية، ولا حتى مجرد بيان يطمئن الساكنة أو يشرح لهم ما ينتظرهم. وكأن المشروع يخضع للسرية، ولايُسمح بالحديث عنه! هل من المعقول أن تبدأ الأشغال قبل أن يتحدث المسؤولون؟ أم أن هؤلاء لا ينطقون إلا بعد أن تصل الاحتجاجات إلى أعلى مستوياتها؟ يبدو أن سياسة “التفاجؤ بالمشاريع” أصبحت نهجا ثابتا، حيث يكتشف المواطن أن أرضه ستغمر بالمياه من خلال لوحة الأشغال، ثم يتساءل: “واش حنا ما كاينينش فهاذ البلاد؟”

متابعة ؛ جريدة أسرار تاونات بقلم ذ حميد عشاب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.