عامل إقليم تاونات يترأس اجتماعاً إقليمياً لتدبير تداعيات موجة البرد
في إطار الجهود الرامية إلى الحد من تأثيرات موجة البرد القارس على الساكنة المتضررة، ترأس عامل إقليم تاونات، اجتماعاً موسعاً للجنة الإقليمية لليقظة، تم خلاله تقديم المخطط الإقليمي لمواجهة تداعيات انخفاض درجات الحرارة على الفئات الهشة.
وقد تم خلال هذا الاجتماع استعراض مختلف التدابير الاحترازية والإجراءات الفعالة التي اعتمدتها المصالح المختصة، بهدف التخفيف من آثار هذه الموجة، التي تطال عدداً من المناطق الجبلية بالمملكة. ويندرج هذا الاجتماع في سياق تنزيل التوجيهات الملكية السامية، التي دعت إلى تعبئة شاملة على الصعيد الوطني لتقديم الدعم الضروري للمتضررين، وضمان توفير ظروف معيشية وصحية ملائمة.
استهداف المناطق الأكثر تضرراً
يركز المخطط الإقليمي على مجموعة من الدواوير النائية، لاسيما بجماعة تمضيت في دائرة تاونات، وكذا بجماعتي ودكة والرتبة التابعتين لدائرة غفساي. وتتميز هذه المناطق بارتفاعاتها الشاهقة التي تتراوح بين 900 و1700 متر فوق سطح البحر، ويبلغ عدد سكانها نحو 10,800 نسمة، موزعين على 2500 أسرة. وتعد هذه المناطق من بين الأكثر تضرراً، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لإزاحة الثلوج، فك العزلة عن الساكنة، وإصلاح المحاور الطرقية المتضررة.
تدخلات متعددة الأبعاد
لم تقتصر التدخلات على الجوانب اللوجستية فحسب، بل شملت أيضاً الجوانب الصحية والاجتماعية. حيث تم تخصيص فرق طبية متعددة التخصصات لتنظيم قوافل صحية في إطار عملية “رعاية”، بهدف تقديم الخدمات الطبية والاستشارات العلاجية، خصوصاً في ظل الظروف الصحية الصعبة التي تواكب موجة البرد. كما تم إيلاء اهتمام خاص بالنساء الحوامل، لضمان ولادات آمنة في ظروف صحية مناسبة.
دعم اجتماعي لمواجهة تداعيات البرد
فيما يتعلق بالدعم الاجتماعي، سيتم توزيع ملابس شتوية وأغطية دافئة لفائدة كبار السن المنحدرين من الأسر الفقيرة، بالإضافة إلى توفير كراسٍ متحركة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة. كما يشمل البرنامج توفير أجهزة تدفئة لتحسين ظروف التعلم داخل المؤسسات التعليمية، وتزويد المرافق الحكومية بالمستلزمات الضرورية لضمان بيئة عمل مناسبة.
مبادرات خاصة بالفئات الهشة
ولم يغفل المخطط الإقليمي الأشخاص بدون مأوى، إذ سيتم تخصيص مراكز استقبال ومبيت لإيوائهم خلال الليالي الباردة، بما يضمن لهم الحماية من قسوة الطقس. كما سيتم توزيع أفران حديدية على عدد من الأسر القاطنة بالمناطق القريبة من الغابات، في خطوة تهدف إلى تحسين ظروف العيش والتخفيف من تأثيرات البرد القارس.
تجسد هذه التدابير التزام السلطات المحلية بضمان سلامة المواطنين في ظل التغيرات المناخية القاسية، عبر تفعيل مقاربة استباقية وشاملة لمواجهة تداعيات موجة البرد على مختلف المستويات.