بتاونات .. حقيقة حادثة ضرب تلميذ من طرف مدير مؤسسة تعليمية بأولاد صالح .. تفاصيل أوفى وتوضيح للملابسات
شهدت إحدى المؤسسات التعليمية بإقليم تاونات، نهاية الأسبوع الماضي، حادثة أثارت جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتشر خبر تعرض تلميذ للضرب من طرف مدير مؤسسة تعليمية خارج أسوارها. الخبر، الذي تم تداوله بشكل واسع عبر بعض الصفحات المحلية، افتقر في البداية إلى تفاصيل دقيقة، مما دفع العديد من المتابعين إلى التفاعل بين مستنكر وداعم، في حين لجأ البعض إلى توجيه اتهامات مباشرة دون معرفة ملابسات الواقعة.
بعد التحقق من مصادر متعددة، تبين أن الحادث وقع في الثانوية الإعدادية سيدي يحيى بني زروال بمركز أولاد صالح، حيث نشب شجار بين المدير وأحد التلاميذ داخل المؤسسة، بسبب سلوك غير منضبط من طرف هذا الأخير، وعدم التزامه بالقوانين الداخلية وأخلاقيات المؤسسة. التلميذ، الذي كان برفقة مجموعة من زملائه، قام بتوجيه ألفاظ نابية داخل المؤسسة، الأمر الذي دفع المدير إلى التدخل لفرض النظام.
وبعد خروج التلميذ من المؤسسة، واصل توجيه عبارات غير أخلاقية في حق المدير، مما أدى إلى وقوع الحادثة. وفقا لشهادات متطابقة، فقد بادر والد التلميذ بالحضور إلى المؤسسة للوقوف على تفاصيل الحادث، حيث عقد لقاء مع المدير، وانتهى الأمر بالصلح بين الطرفين دون تسجيل أي متابعة قانونية، عكس ما تم ترويجه عبر بعض المنصات.
من الناحية التربوية، يعتبر فرض الانضباط داخل المؤسسات التعليمية مسؤولية تقع على عاتق الأطر الإدارية والتربوية، غير أن ذلك لا يبرر اللجوء إلى العنف كوسيلة للتعامل مع مثل هذه السلوكيات. في المقابل، فإن احترام التلاميذ للأطر التربوية والالتزام بقواعد الانضباط داخل المؤسسات التعليمية يبقى من القيم الأساسية التي يجب أن تغرس لدى الناشئة، سواء من خلال الأسرة أو من داخل الفضاء التربوي.
اللافت في هذه القضية هو الطريقة التي تم بها تناولها على منصات التواصل الاجتماعي، حيث سارعت بعض الصفحات إلى نشر الخبر دون التحقق من تفاصيله، مما ساهم في تأجيج الرأي العام. وعوض تقديم رواية دقيقة، لجأت بعض الجهات إلى حذف الخبر لاحقا دون تقديم أي توضيحات، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى التزام هذه المنصات بالمهنية والمسؤولية الإعلامية.
إن هذه الحادثة، بغض النظر عن تفاصيلها، تسلط الضوء على تحديات ضبط السلوكيات داخل المؤسسات التعليمية، كما تبرز الحاجة إلى ترسيخ ثقافة الاحترام المتبادل بين الأطر التربوية والتلاميذ. كما أنها تعكس أهمية التعامل بحذر مع الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتحري عن مصادرها قبل إصدار الأحكام.
في النهاية، يظل الدور الأساسي للأسرة والمؤسسة التعليمية هو غرس قيم الانضباط والاحترام المتبادل، لضمان بيئة تعليمية سليمة تقوم على الحوار والتفاهم، بدلا من المواجهة والتصعيد.
متابعة ؛ بني زروال بريس في 11 فبراير 2025 .