بقلم: حسن الحاتمي ناشط حقوقي واعلامي
في تصريح أثار الجدل داخل قبة البرلمان، أرجع وزير الفلاحة تأثير الجفاف إلى انخفاض الثروة السمكية، في محاولة لتبرير غلاء الأسعار وفشل الحكومة في معالجة الأزمة. ولكن هل الجفاف هو السبب الحقيقي، أم أن هناك قضايا أعمق وهي استغلال الثروات البحرية لجهات نافدة مند بداية الاستقلال ؟
المعضلة الحقيقية تكمن في الاستغلال الجائر للثروة السمكية من قبل البواخر الضخمة وأصحاب رخص أعالي البحار، جهات نافدة تستنزف الثروات البحرية حيث تباع كميات كبيرة من الأسماك في عرض البحر، فيما يجلب القليل منها إلى الموانئ بأسعار باهظة. في ظل هذا الوضع، أصبح سمك السردين، الذي يعتبر غذاء الفقراء، يباع بما يقارب 30 درهما، مما يزيد من معاناة المستهلك المغربي.
ان المستهلك البسيط يعاني في ظل ارتفاع الأسعار، بينما يعيش المسؤولون الحكوميون في ترف بعيدا عن هموم الشعب. وبدلا من تقديم حلول عملية، تكتفي الحكومة بإثارة مواضيع جانبية تشتت انتباه المواطنين عن أزماتهم اليومية.
على الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها من خلال: خلق استثمارات توفر فرص عمل للشباب العاطل ، تخفيض الضرائب المفروضة على الطبقات الفقيرة والمتوسطة ، محاسبة المفسدين وناهبي المال العام.
و محاربة اقتصاد الريع الذي يستفيد منه جهات معينة دون حسيب ولا رقيب.
إن إعادة الثقة بين المواطن والحكومة تتطلب إجراءات حقيقية وليس تبريرات واهية. وفي ظل غياب الأداء الحكومي، تبقى ثقة اولاد الشعب محصورة فقط في جلالة الملك، الذي يمثل أملهم الوحيد في تحقيق العدالة الاجتماعية والعيش الكريم.