أبرز النقاط المسيئة للأسرة المغربية في إصلاح مدونة الأسرة

هذا الثالوث الخطير المدسوس بين إصلاحات مدونة الأسرة 2024 الذي لا يستند لأي منطق ولايبرره فقيه: حضانة المرأة لأبنائها من الزوج السابق ولو بعد تزوجها، النفقة على الأولاد بعد زواج المرأة،وسكن الزوجية الذي تنتقل ملكيته للزوجة وتحرم منه الأم والأب والأخت المشمولون بظاهر الكفالة .

المرأة هي ضحية لإصلاحات المدونة وليست الجلاد، فمن جلاد الأسرة يا ترى، ومن له مصلحة في لي ذراع طرفي الأسرة الرجل والمرأة بهذا البند، حضانة المرأة لأبنائها بعد الطلاق ولو تزوجت(والأبناء منهم البنات والبنين) فكيف سينظر الزوج لبناته في حضن غريمه؟ وكيف للمرأة أن تطمئن ويهدأ لها بال وبناتها تعشن مع زوجها الأجنبي عن بناتها(وهي طبيبة أو ممرضة أو أمنية أو فندقية.. في عمل يتطلب المداومة الليلية) هل ستأخذ بناتها معها لمكان العمل حتى لا تكون هناك خلوة؟ هي أسئلة تتجاذبها مواقع التواصل الاجتماعي وسكيتشات الفكاهة؟ هل زوج الأم الأجنبي تحت سقف واحد مع بنت أو بنات زوجته البالغات لا تسري عليه الخلوة الغير الشرعية بالمرأة الأجنبية. النفقة على الأولاد بعد الزواج بالتبعية للبند الأول يكتسي خطورة أيضا فيصبح البند الأول يسهل أسباب الزنا ويفتح باب التعدد العرفي والذي تحاربه ظاهر بنود المدونة الجديدة هنا قد يظهر أن الزوج هو ضحية هذه النفقة الجائرة لكن يبقى الرجل الثاني مستفيدا وتغتصب حقوق الأولاد ولاسيما القاصرون والذين ليس لهم القوة والحيلة للدفاع عن ما ينفقه الأب عليهم، ثم يأتي بند سكن الزوجية واستئثار الزوجة المطلقة به ولو بعد موت زوجها فتجني على أفراد أسرة الزوج من أم وأب وأخت معاقة مكفولة وطليقها(زوجها السابق) نفسه وتشرد بالجميع هنا المرأة تجني على نساء ورجل واحد.

ومع كل هذه الآفات والمخاطر الظاهرة للعيان ولا تحتاج إلى عميق تنقيب يقال أن هذه إصلاحات، ولتمرير هذه الخسارة الفادحة على المستوى النفسي والتطبيع العاطفي، وانتقال مؤسسة الأسرة من مؤسسة محصنة بشرائع واضحة إلى مؤسسة تنتظر فنون التبريرات العاطفية وعرض الحالات الاستثنائية التي يتطلب حلها تدخل القضاء بشكل فعال فقط لحلها، فالطلاق ليس حالة عامة لنشرع من أجله مدونة بل هو استثناء والزواج هو القاعدة وعلى الإصلاحات أن تحصن الأسرة وتدعم حمتها منذ تأسيسها إلى ترعرعها وضمان استمرارها وليس بتناولها عند تفككها وانحلالها ليقول البعض بشكل عاطفي غامض المدونة لن تظر من تزوج بحسن النية ولن يلجأ إليها من الأصل فعلى هذا الاعتبار علينا أن لا نتكلم عن الظواهر السلبية، لأنها لا تطال الجميع بل في الظاهر تصيب أفرادا، وتخلف ضحايا قليلين، فلماذا نهتم بها إذا؟ فالمجتمع كأعضاء الجسم الواحد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر الجسم بالسهر والحمى فمن قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا. فإصلاحات مدونة الأسرة في نسختيها تشمل الجميع الجنين في بطن أمه والميت المحمول في نعشه حتى ربما مات جوعا وبردا بعد أن طرد من بيت كان مأواها لما كانت أسرة كفيله ملموة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.