مدونة الأسرة النسخة الثانية: الزواج لمن لم يستطع إليه سبيلا!

بعد إصلاح المدونة الأسرة التي يبدو أنها دخلت فترة عطالتها، وأصبحت مدونة الأسرة خسرة. وها هم المغاربة أمام مباشرة إصلاحها للمرة الثانية لتصبح المدونة الخسرة في المغرب هي مدونة الأسرة وبامتياز، ولا يمكن إصلاحها بترقيعات، بل وجب استبادلها بالمرة؛ لأن تكلفة إصلاحها الاجتماعية، والنفسية والبيئية، والاقتصادية لا يمكن أن يتحملها المجتمع المغربي الذي لم يتعف من الأثار الجانبية لما بعد جائحة كورونا. هكذا لخص أحد الحكماء الشعبيين موقفه من إصلاحات مدونة الأسرة، وبأسلوب ساخر، وحكيم وفي قصة بسيطة: أن شيخا عجوزا كان يمر بأحد الأزقة فخرج إليه كلب وهاجمه بنباح عال، ورغم محاولة الشيخ صرفه بعكازه الذي يتكئ عليه فلم ينته وينصرف، فالتفت إليه الشيخ في وقار وقال: إذا كنت راجل أيها الكلب، وتنبح علي  اذهب وتزوج فعو الكلب، وكف عن النباح والهجوم وانصرف”.

فإذا كان الحج لمن استطاع إليه سبيلا؛ فالزواج لا يخرج عن تلك القاعدة وله شروطه، وهي التي تبيحه وتجعله لمن استطاع إليه سبيلا، فيكون واجب وحلال وحرام ومستحب ومكروه، ولا يمكن لأي كان أن يتزوج بمجرد أنه ذكر أو أنثى، بل الزواج لا بد أن تتوفر فيه شروط تحصنه، لكن لأول مرة في تاريخ البشرية على الإطلاق تأتي إصلاحات مدونة الأسرة المغربية بغير شروط الاستطاعة للزواج، وكل ما جاء من إصلاحات بعد الطلاق بين الزوجين هي مفاسيد اجتماعية كبيرة لا تبررها الاجتهادات، ولاسيما حضانة المرأة لأولادها بعد الزواج واحتفاظها بالسكن بعد الزواج، وصرفها نفقة زوجها على أبنائها من الزوج السابق على زوجها اللاحق أي الذي جاء بعد الزوج الأول الطالق وأبنائه، فيكون الزوج الثاني بهذه المواصفات عندما يسكن في دار طالق زوجته دون أن يدفع ثمن السومة الكرائية غير مستطيع للزواج سبيلا، ولما يأكل هو وأولاده مما ينفق طليق زوجته على أبنائه يكون غير مستطيع سبيلا للزواج، فهل ينفع النباح دون استطاعة الزواج للزواج وما أدراك ما الزواج مشروع اجتماعي خطير تنتج عنه أسرة! وما بالك بهذا الذكر الذي سيتزوج من غير استاطعة من تلك المرأة الفاشلة في زواجها السابق أي لم تستطع بدورها للزواج سبيلا، وستأكل من نفقة طليقها على أبنائه، هي التي أصبحت أجنبية وأبنائها من زوجها الأجنبي، لأن زوجها الثاني ليس له ما ينفقه على بيت الزوجية أي فشالين سيجمع بيت الزوجية الذي أسسته إصلاحات المدونة الخسرة؛ بنات الزوج السابق يتقاسمن دار أبيهن مع زوج أمهن، ولاسيما في حالة الأم العاملة التي تفرض عليها ظروف عملها العمل الليلي أي المداومة كالطبيبة والأمنية والفندقية والممرضة… زوج أمهن شاب وهن شابات. مجرد سؤال ألا يمكن أن يتحولن إلى ضراتها وهي الرافضة للتعدد الذي لا يشكل الآن ظاهرة اجتماعية في المغرب؟ فهل مع إصلاحات مدونة الأسرة سيصبح التعدد ظاهرة مع وجود أسبابه المباشرة بنات الزوج السابق مع زوج أمهن الأجنبي عنهن وفي خلوة، وتحت سقف واحد ربما قد يحل الدإإين أن لا يستفحل انتشار الأمهات العازبات، ولكنه لا يحل مشكل التعدد ومن القريبات(البنات).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.