ضريح الولي الصالح سيدي مسعود يقع في جماعة الوردزاغ التي تعد جزءًا من إقليم تاونات بالمغرب وبالضبط تحت سفح الجبل المسمى على إسمه “جبل سيدي مسعود”، يقع دوار عين بوشريك شرقه والحدادين غربه،. تُعرف هذه المنطقة بتاريخها العريق وتضاريسها الجبلية، حيث تقع في مقدمة جبال الريف الأوسط. تاريخ المنطقة يعود إلى عهود غابرة، مع استيطان بشري يمتد لآلاف السنين، وهي معروفة تاريخيًا بقبيلة سلاس أو “سالاس” وهو الإسم نفسه الذي اشتق منه الجبل الأسود الأقل إرتفاعا “تاوسلاس”. هذا الاسم المركب له دلالة في المنظور التاريخي والاركيولوجي. الضريح نفسه كان يحضى بمكانة مهمة ليس فقط للمسلمين المحليين بل وللزوار من مختلف أنحاء المنطقة وفي التقليد المحلي حيث كان يقام بجواره موسم للتبوريدة حيث يلتقي أبناء المنطقة و يتبادلون التحايا ويصلون ارحامهم ويطعمون المساكين و تزدهر بعض الحرف التجارية كعادة المواسم قديما،، حيث يُظهر الاحترام العميق والتقدير للشخصيات الدينية في الثقافة المغربية. كان يُقام في المنطقة موسم سنوي يتزامن مع موسم الشموع الذي يقام بضريح سيدي عبد الله بن حسون القريب منه و المتواجد بدوار بني هلال، حيث يشارك السكان المحليون والزوار في أنشطة اجتماعية ودينية وثقافية.
سيدي مسعود هو شخصية معروفة في التراث المحلي ، ويُعتقد أنه كان من الصالحين الذين عُرفوا بالتقوى والزهد والبركة. ومع ذلك، لا توجد تفاصيل محددة متاحة في المصادر التاريخية حول قصة حياته أو الأعمال التي قام بها، بل فقط روايات تحكى من جيل إلى جيل وتحتاج إلى النبش في الماضي للاقتراب أكثر من حياته. في العديد من الثقافات الإسلامية، يُعتبر الأولياء الصالحون كسيدي مسعود مصادر للبركة والإلهام، وغالبًا ما يُنظر إليهم كوسطاء روحيين يمكنهم التشفع لدى الله. يُشيد الناس بذكراهم ويزورون أضرحتهم طلبًا للدعاء والبركات. في المغرب، مثلًا، يُعتبر زيارة أضرحة الأولياء الصالحين جزءًا من التقاليد الدينية والثقافية، وتُقام المواسم والاحتفالات التي تُكرم هؤلاء الأولياء وتُحيي ذكراهم. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن الاحترام والتقدير للأولياء لا ينبغي أن يتجاوز حدود العقيدة الإسلامية التي تُعلي من شأن التوحيد وعبادة الله وحده.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.