المدرسة المغربية تعثرات بنيوية
بقلم الاستاذ عبد العزيز الكواطري
قد يلاحظ المتتبع لمسيرة المدرسة سواء كان مختصا أو غير مختص أن مسيرة المدرسة لا تواكب الإزدهار المنشود من المجتمع وحتى من الجهات المسؤولة عن الشأن التعليمي مما جعل مسيرة المدرسة هي مسيرة إصلاحات يتوالد بعضها من بعض فمنذ عصفت ظروف خاصة باستقرار المدرسة مع منهاج أحمد بوكماخ واللاحق من الإصلاحات يدوس السابق ويرفضه ولا شيء تحقق فأين الإزدهار الذي تنشده المدرسة إنه لسؤال مؤرق محير يجعل المهتم كغيره متشبثا بالغرق بدل قشة الإصلاح لماذا أقول وبكل موضوعية بأن المشكلة تتجلى في عدم استطاعة الإصلاحات المتوالية ردم الهوة بين جوهر المدرسة الفوضى والنظام فالتعليم في جوهره هو فوضى منظمة كما ذهب إلى ذلك أحد المعلمين أو التربويين هذه المقولة تجلت في بيداغوجيات مختلفة وإن بشكل ضمني لكنها تجاوزت الضمني وصرحت بشكل صريح مع البيداغوجيا الفارقية بحيث ربطت الممارسة الصفية بالاستجابة لحاجيات كل متعلم وتوظيف ما يتلاءم مع استعدادته وذكاءاته وهنا يبدو كما لو أن المدرسة وضعت الأصبع على مكمن الداء لكن الإزدهار لم يتحقق لماذا يا ترى لأن الفوضى لم تترتبط مع النظام وتصبح المدرسة تمشي على قدمين فالممارسة الصفية مرتبطة بطرفين المتعلم والمعلم فالذكاءات المتعددة عند التلاميذ المختلفين في البيئة وظروف التنشئة فهم مختلفون وعندهم ذكاءات مختلفة هذه فوضى إعترفت بها المدرسة لكن لم تعترف بالنظام فالمعلم هو من عليه أن ينظم فهو النظام لكنه واحد ولا يستطيع في أغلب الأحيان أن يؤطر وينظم كل تلميذ مهما كان ذكاؤه بل في أحسن الأحوال سيستجيب لمن هم في صف ذكائه ولن يلتفت للباقي كأنه لم يعترف بالفوضى وتشبث بالنظام فكان لزاما أن نقنعه بأن هناك فوضى لكن المختصين لم يستطعوا ذلك أو لم يعرفوا حتى أن ذلك هو الحل ولكن يبدو على الأقل وبشكل حدسي أنهم انتبهوا لذلك الحل وبشكل محتشم فارتفعت أصوات محتشمة هنا وهناك تنادي بالتخصص في المستوى الابتدائي وهي بذلك كمن تعترف بأن الفوضى والنظام خطان متوازيان لا يلتقيان فعمدت رأسا إلى توزيع النظام على الفوضى يعني بأن تترك التلاميذ حسب ذكاءاتهم وتوفر لهم معلما خاصا بكل ذكاء فتوزع بذلك النظام على الفوضى ظل هذا الاتجاه في طور الكمون والرغبة وتأجل الإعلان عنه تحت شتى الأسباب منها الموضوعي وغيره ولم يعتمد التخصص وتأجل معه إعلان تحقيق المدرسة لإزدهارها الذي ينشده المجتمع والمؤسسة معا فبدا للبعض وبشكل إعتقادي محض أن هناك من يخطط للفشل وهذا لا يستقيم بل كل ما هناك أننا نفشل في التخطيط. يتبع … عبد العزيز الكواطري