تحفيظ مؤسسة تعليمية بإقليم تاونات يثير زوبعة
أثار إعلان تحفيظ مؤسسة تعليمية ابتدائية عمومية بجماعة بني وليد بإقليم تاونات لصالح الدولة المغربية ممثلة في مندوب أملاك الدولة، استياء الجمعيات والفعاليات الحقوقية. وقد عبرت هذه الجهات عن استغرابها من القرار، مطالبة بوقف العملية، خاصة وأن المدرسة المراد تحفيظها قائمة منذ 48 عامًا على أرض تبرع بها أهالي المنطقة لإقامتها.
من المتوقع أن يتم التعرض على طلب التحفيظ المقدم بشأن “مجموعة مدارس سيدي سوسان”، وهي مؤسسة تعليمية تمتد على مساحة 24 آرا و89 سنتيار، وتتكون من سبع بنايات مدرسية وأشجار زيتون تحيط بها. المدرسة محاطة بأراضي خاصة وممر عمومي بعرض 5 أمتار.
محمد الهاشمي، مستشار عن فيدرالية اليسار بالجماعة، تساءل عن الأساس القانوني الذي تستند إليه أملاك الدولة في تحفيظ مدرسة بنيت على أراضٍ تبرع بها السكان المحليون لوزارة التربية الوطنية في السبعينيات بهدف إنشاء مؤسسة تعليمية في منطقة قروية، واصفًا القرار بأنه “غريب وعجيب”.
كما تم تعميم إعلان “انتهاء التحديد” من قبل المحافظة العقارية بتاونات، مما أثار تساؤلات حول السبب وراء طلب التحفيظ من قبل أملاك الدولة وليس وزارة التربية الوطنية التي تتبع لها المدرسة. وتعود قصة بناء المدرسة إلى عام 1976 عندما تبرع سكان دواوير أولاد بوتين، أولاد غزال، أمسكي، وأولاد عزيز بالأرض لإقامة المدرسة، وقاموا بأنفسهم ببناء الفصول الدراسية وتجهيزها.
ظل الوضع على ما هو عليه لسنوات قبل أن تتم إضافة حجرات دراسية جديدة ومرافق أخرى بتمويل وتطوع من سكان المنطقة. لكن تم مؤخرًا تقديم طلب لتحفيظ المدرسة، ما أثار غضب واستياء السكان والفعاليات المحلية، التي دعت إلى التراجع عن هذا الطلب.
وتأتي هذه التطورات في سياق تعرض أملاك جماعية أخرى في مركز الجماعة للاستغلال من قبل أفراد دون تدخل رسمي لاسترجاعها، وسط حديث عن غياب وثائق تثبت ملكية هذه الأراضي الخاصة بالجماعة.