حالات غرق المغاربة بالشواطئ المحروسة تسائل لوجستيك عمليات الإنقاذ

عرف الشواطئ المغربية سنويا إقبالا متزايدا من المصطافين، خصوصا خلال فصل الصيف الذي يعد موسم العطلات والاستجمام؛ غير أن هذه الأجواء تتحول غالبا إلى مآسٍ نتيجة تنامي حالات الغرق حتى في الشواطئ المحروسة، حيث يُفترض أن تُضمن نسبة عالية من السلامة للمصطافين. ويطرح هذا الوضع تساؤلات حول كفاءة السباحين المنقذين ومدى توفرهم على التداريب والأدوات اللازمة للقيام بمهامهم.

وعلى الرغم من وجود السباحين المنقذين في العديد من الشواطئ المغربية، فإن حوادث الغرق تواصل حصد الأرواح؛ وهو التناقض الذي يثير قلقا واسعا بين المصطافين والجهات المعنية، لا سيما عند الحديث عن حوادث في ظروف يمكن تفاديها.

وبينما تجنب محمد بنعطا، رئيس “فضاء التضامن والتعاون بجهة الشرق”، التشكيك في إمكانيات السباحين المنقذين وقدرتهم على تولي هذه المهمة؛ نظرا إلى أن عملية اختيارهم تتم من خلال اختبارات دقيقة قبل موسم الاصطياف وتسهر عليها جهات مسؤولة كالوقاية المدنية، إلا أنه نبه إلى “ضعف الوسائل اللازمة لتدخلاتهم”.

وشدد المتحدث ذاته في هذا السياق على “ضرورة توفر السباحين المنقذين في جميع الشواطئ المغربية المحروسة على وسائل تنقل عملية وسريعة تمكنهم من الوصول إلى الغرقى في أقل مدة ممكنة؛ كالقوارب الخفيفة أو الدراجات المائية وغيرها”.

إكراه غياب وسائل مساعدة في عمليات الإنقاذ يؤكده هشام، أحد السباحين المنقذين المكلفين بحراسة أحد شواطئ مدينة السعيدية.

وأبرز المتحدث ذاته، في تصريح ، أن المنقذين يواجهون أيضا تحديات كبيرة تتعلق بـ”غياب الأدوات واللوازم الضرورية، كقوارب إنقاذ سريعة أو عوامات الإنقاذ المتطورة؛ بل وحتى أجهزة الاتصال اللاسلكي التي تعتبر أساسية للتنسيق في حالات الطوارئ، فضلا عن العدد الكافي من أبراج الحراسة”.

ونبه السباح المنقذ إلى أن “هذا النقص في المعدات يجعل مهمة السباحين المنقذين أكثر صعوبة، ويزيد من احتمالية وقوع الحوادث المميتة”، قائلا: “نحن نبذل كل جهدنا لإنقاذ الأرواح؛ ولكن بصراحة نجد أنفسنا في وضع حرج بسبب غياب الأدوات اللازمة. في كثير من الأحيان، نقف مكتوفي الأيدي؛ لأننا نفتقر إلى معدات التدخل السريع”.

من جانب آخر، نبه محمد بنعطا، رئيس “فضاء التضامن والتعاون بجهة الشرق”، إلى أن “العديد من حوادث الغرق تنتج عن عدم التزام المصطافين بتوجيهات السباحين المنقذين، لاسيما فيما يتعلق بالتحذيرات من المناطق الخطرة أو التي بها تيارات بحرية قوية، فضلا عن عدم استجابة بعض المواطنين لتنبيهات صافرات السباحين المنقذين حين تجاوزهم المسافة المسموح به

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.