فاطمة الزهراء المنصوري تسير بثبات لخلافة وهبي على رأس حزب “البام”
حديث داخل أروقة حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يستعد لعقد مؤتمره الوطني في الخامس من شهر فبراير المقبل، إلا عن الاسم الذي سيقود “الجرار” في المرحلة المقبلة. وتشير كل التوقعات إلى فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس الوطني والمرأة التي توصف بالحديدية داخل “البام”.
وأكد أكثر من مصدر في الصف الأول من حزب الأصالة والمعاصرة أن هناك إجماعا داخل الحزب على ترشيح فاطمة الزهراء المنصوري للأمانة العامة لـ”البام” في المؤتمر المقبل، إذ تتعالى الأصوات المطالبة بإسناد المهمة إليها.
وقال مصدر من المكتب السياسي لجريدة أسرار تاونات الإلكترونية إن الأمر “محسوم بالنسبة للكثير من المناضلين في الحزب، وليس هناك خلاف حول تولي المنصوري لرئاسة الحزب في المرحلة المقبلة”.
إجماع في الوقت الحالي
المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، سجل أن فاعلين كثيرين داخل الحزب يتوقون إلى التغيير و”غير راضين على الطريقة التي جرى بها تدبير الحزب خلال هذه المرحلة”، مرجحا أن تكون المنصوري التي تحظى بـ”احترام وتقدير الجميع الشخص المناسب لإعادة بناء التنظيم”.
واعتبر مصدر لجريدة المنصوري تمثل “وجها شابا سيحقق الحزب من وراء توليها الأمانة العامة مكاسب عديدة، ويقدم الحزب في صورة تتماشى مع النخب الجديدة عبر العالم والتي تتولى زمام المبادرة وتقود أحزابها في عدد من الدول الديمقراطية العريقة”.
وأكد المصدر أن المنصوري قادرة على “إعادة اللحمة الداخلية المفقودة للحزب”، مبرزا أن الحزب سيتقوى معها ويصبح قادرا على المنافسة في الاستحقاقات الكبرى المنتظرة، في إشارة إلى أن داعمي المنصوري يراهنون عليها من أجل تحقيق حلم “البام” في الوصول إلى قيادة الحكومة وتصدر الانتخابات المقبلة.
المنصوري في رهانات بارزة
قال عبد الحفيظ اليونسي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الأول بسطات، إن العمل الحزبي بالمغرب يتميز بـ”انتظام عقد المؤتمرات الوطنية للأحزاب الممثلة في البرلمان أو غير الممثلة. وأعتقد أن هذا يعتبر تحديثا قسريا تم من خلال آلية القانون، خصوصا ربط ذلك بالدعم المالي”.
وأضاف اليونسي، ضمن تصريح لجريدة الإلكترونية، أن حزبا، مثل الأصالة والمعاصرة، “الجميع يعلم ظروف نشأته ونوعية أعضاء حزبه وطريقة اختيار قياداته في المؤتمرات السابقة، وكذا وقائع المتابعات التي يعرفها بعض منتخبيه وتخلي قياداته التأسيسية عنه تجعل هذا المؤتمر دون رهانات حقيقية في العلاقة بالدولة أساسا”.
خلص اليونسي إلى أن النقاش حول من سيكون زعيم الحزب مستقبلا يبقى “نوعا من البوز السياسي”، مستدركا أن وجود امرأة مثل فاطمة الزهراء المنصوري على رأس الحزب “قد يكون مهما للدولة لتسويق صورة معينة لثاني أكبر حزب انتخابيا تقوده امرأة”.
وأشار المحلل السياسي ذاته إلى أن رهانات الدولة المستقبلية على هذا المستوى قد تسعف المنصوري في أن تكون “أول رئيسة للحكومة في المغرب”، واعتبر أنه “في كل الأحوال، المنصوري أم وهبي، سيكون حسم الأمر من خارج المؤتمر وليس من داخله”، حسب تعبيره.
وبخصوص وهبي وحظوظه في الاستمرار إذا رغب في ذلك، سجل اليونسي أن وزير العدل “قد يكون غير مرغوب فيه في المرحلة المقبلة، خصوصا أنه يثير كثيرا قضايا أيديولوجية خلافية تنجم عنها خلافات مجتمعية عميقة؛ في حين أن الدولة الآن تحتاج إلى نوع من التركيز على قضية الوحدة الترابية لبلادنا وقضايا التدبير، خصوصا مشكل الماء وتمويل مخلفات زلزال الحوز والدولة الاجتماعية”؛ وهي الملاحظات والمؤاخذات التي يسجلها الكثير من قادة الحزب على أمينهم العام.